كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (٢٥٧)
____________________________________
التفسير : منذ يدخل الإنسان ساحة الإيمان ويسلم وجهه لله وحده ، وهو فى ضمانة الله ، يتولاه برحمته وهدايته وتوفيقه ، ويخرجه من ظلمة الضلال إلى نور الحق ، وإذا هو على نور من ربّه (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) (٤٠ : النور).
أما حين يعطى المرء وجوده للطاغوت ، ويسلم إليه زمامه ، فهو في ضمانة هذا الطاغوت .. أعنى فى ضمانة الباطل والضلال .. فانظر إلى أين يقاد من كان قائده الباطل وحاديه الضلال؟ إنه يخرجه من النور إلى الظلمات ، إذ يفسد عليه تلك الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، فيطمس عليها فى كيانه ، فإذا هو أعمى يتخبط فى ظلام ، ، ويقاد بيد الضلال إلى كل مضلّة وكل مهلكة.
وانظر إلى كلمة «الطاغوت» مرة أخرى ، وقد جاءت مسندة إلى الفرد في الآية السابقة : (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ) ، ثم جاءت مسندة إلى الجمع فى هذه الآية : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ) دون أن تتغير صورتها فى الحالتين ، بل ظلت هكذا : «الطاغوت» .. وهذا ما يؤيد ما ذهبنا إليه من أنه لا مشخّص لهذه الكلمة ، وإنما هى اسم جامع لكل باطل ، وكل ضلال ، وكل غواية ، وهو قادر على أن يحمل فى كيانه الضخم كل هذه المخازي والضلالات .. إنه «الطاغوت»!!. بناء ضخم شامخ من الوهم والضلال.
____________________________________
الآية : (٢٥٨)
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ