فهذا النظام الذي ينتظم حركة الشمس قبل أن يولد هذا الإنسان المغرور بآلاف السنين وملايينها ، ليس من صنع إنسان من الناس ، إنه من عمل قدرة غير قدرة الناس .. فإذا كان النمرود إلها يناظر إله إبراهيم ، فليجب على هذا التحدّى ، ولينقض على إله إبراهيم عملا من عمله ، وتدبيرا من تدبيره! (فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ!!).
وأسقط فى يد الرجل ، وخرس لسانه وشلّ تفكيره ، وسقط من عليائه مبللا فى ثيابه ، بعرق الخزي والخذلان! (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
وهكذا يصاب الرجل فى مقاتله ، بطعنة نافذة من يد الحق : (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
____________________________________
الآية : (٢٥٩)
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٢٥٩)
____________________________________
التفسير : لمّا ذكر الله فى الآية (٢٥٧) أنه ولىّ الذين آمنوا ، وأنه بهذه الولاية لهم يخرجهم من الظلمات إلى النور ، وأن الذين كفروا أولياؤهم