شاه وجهه ، وفسدت طبيعته ، ولم يكن إحسانا بقدر ما هو إساءة .. وبهذا تضيع الحكمة منه ، ويذهب الأثر المعلق عليه.
فالذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله ، طيبة بها نفوسهم ، سخية بها أيديهم ، محسنة بها ألسنتهم ، يتقبّل الله سبحانه منهم عملهم ، ويجزيهم به الجزاء الحسن الذي وعدهم : (لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) إذا خاف الناس يوم القيامة ، لما بين أيديهم من هول ، وإذا حزن الناس يوم القيامة لما فاتهم من عمل صالح يقدمونه لهذا اليوم .. فهؤلاء قد آمنهم الله من الخوف لما يرون من بشريات الجزاء الحسن لأعمالهم الصالحة ، وقد أخلى قلوبهم من الحزن على أن لم يكونوا قدموا لهذا اليوم العظيم.
____________________________________
الآية : (٢٦٣)
(قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) (٢٦٣)
____________________________________
التفسير : الكلمة الطيبة صدقة ..
والصدقة التي تحمل وراءها الأذى ، فى كلمة جارحة للمتصدّق عليه ، تخدش حياءه ، أو تمس إنسانيته وكرامته ـ هذه الصدقة منعها خير من إعطائها .. فإن كرامة الإنسان فوق شبع البطن أو كسوة الجسد!
بهذا الأدب الربانىّ يؤدب الله عباده ، ويحفظ عليهم إنسانيتهم ، ويصون كرامتهم ، ويعليهم فوق حاجة الجسد ومطالبه .. فليستعفف الإنسان عن أن يمدّ يده ما استطاع ، ثم ليتأدب المحسن ، وليقدم إحسانه فى لطف ويسر وستر ، حتى يتقبّل الله منه إحسانه ، وحتى يكون محسنا حقّا! ، وليمسك المحتاج ،