(يا قَوْمِ ... لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ)؟.
إنه ليس أرحم من الله بهم ، ولقد أرسل الله إليهم غيوث رحمته على يد رسول كريم ، فأبوا أن يقبلوها ، وتهدّدوا من حملها إليهم ، وآذنوه ومن آمن معه بالطرد من القرية ، فكان ما أخذهم الله به ، هو الجزاء العادل الرحيم ..
____________________________________
الآيات : (٩٤ ـ ٩٩)
(وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (٩٤) ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٩٥) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٩٦) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ (٩٧) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٩٨) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ) (٩٩)
____________________________________
التفسير : بعد أن عرضت الآيات السابقة بعضا من قصص الأنبياء مع أقوامهم ، وما كان من هؤلاء الأقوام من كفر وضلال ، ومن تطاول على رسول الله ، وتحدّ وقاح لهم ، ثم ما أخذ الله به هؤلاء الأقوام من نكال وبلاء فى الدنيا ، وما أعدّ لهم من عذاب شديد فى الآخرة ـ بعد هذا جاءت آيات الكتاب لتقرر هذا الحكم العام ، الذي يجريه الله على الظالمين ، الذين يقفون