وقد أمر الله النبىّ والمؤمنين أن يبهتوا هؤلاء المعذّرين ، وأن يفضحوهم على رءوس الأشهاد .. (لا تَعْتَذِرُوا .. لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ) .. أي لن نصدّق ما تعتذرون به ، ولن نقبله .. وليس هذا مما يشهد به حالكم ، وتفضحه ألسنتكم وحسب ، وإنما هو مما علمه الله منكم ، وأطلع نبيّه عليه : «قد نبأنا الله من أخباركم».
* ـ وقوله تعالى : (وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) أي سيرى الله ورسوله ما يكون منكم بعد هذا من مواقف حيال الإسلام والمسلمين ، من بغى وعدوان ، ومخادعة ونفاق ، أو مسالمة وسلام ..
ومعنى الرؤية هنا ، العلم القائم على واقع الحال ..
وهذا ما جعل الرؤية معلقة على المستقبل : «وسيرى الله عملكم ورسوله» أي فى حال تلبّسهم بما يعملون. أما رؤية الله سبحانه فهى مطلقة تشمل الزمان والمكان جميعا ..
ـ وقوله سبحانه : (ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) تهديد لهؤلاء المعذّرين ، بوضعهم تحت المراقبة التي لا تغفل ، والتي تعلم سرّهم وجهرهم ، وتأخذهم جميعا بما عملوا ، فلا يفلت منهم أحد.
قوله تعالى : (سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ).
يكشف عمّا فى وجوه المنافقين من صفاقة ، وأنهم لا يكترثون كثيرا بما يحببهم به النبىّ والمؤمنون من ردّ وردع ، ومن تكذيب وبهت ..