فتيانه : خدمه .. وبضاعتهم : ما كانوا قد حملوه معهم من أرضهم إلى مصر ، ليبتاعوا به طعاما ..
لقد صنع يوسف مع إخوته صنيعا آخر ، يغريهم بالعودة إليه ، ومعهم أخوهم لأبيهم الذي طلبه منهم .. فأمر غلمانه أن يدسّوا البضاعة التي كانوا قد جاءوا بها بين أمتعتهم ، فى الكيل الذي كاله لهم ، فإنهم إذا عادوا إلى أهلهم ورأوا البضاعة التي ظنوا أنهم باعوها لا تزال بين أيديهم ـ وجدوا فى ذلك داعية لهم إلى أن يعودوا إلى «يوسف» ليردّوا له هذه البضاعة التي أصبحت وليست من حقّهم ، بل هى للعزيز الذي أعطاهم بها هذا المتاع الذي عادوا به.
ـ وفى قوله (لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَها) أي لعلهم يتحققون من أنها هى بضاعتهم وليست بضاعة قوم آخرين غيرهم ، ممن كان قد اختلط بهم من الوافدين على مصر ، يمتارون كما امتاروا هم .. وإذن فهى من حق العزيز ، ومن واجبهم أن يعودوا بها إليه .. لأنها ثمن ما اشتروه منه ، وهذا ما يشير إليه قوله : (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) .. أي لعلهم بهذا الإحساس يجدون الدافع الذي يدفعهم إلى المجيء إلى مصر مرة أخرى ، ليردّوا الأمانة إلى أهلها ، فإن لم يكن بهم حاجة إلى الميرة والطعام ، دفعهم دينهم الذي يعرفه فيهم ، أن يعودوا بهذه البضاعة التي ليست لهم!
____________________________________
الآيات : (٦٣ ـ ٦٧)
(فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (٦٣) قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٦٤) وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قالُوا