ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) (٧٦)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى : (وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ ما كانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ .. إِلَّا حاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضاها).
فاعل الفعل «يغنى» ضمير يعود على المصدر المفهوم من الفعل دخلوا والتقدير : فلما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغنى هذا الدخول عنهم من الله من شىء ، فقضاؤه نافذ لا محالة ، لا يدفعه عنهم هذا التدبير الذي دبّر لهم من أبيهم!. وفى تقييد الجملة الخبرية : (ما كانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ) ـ فى تقييدها بظرف الدخول. فى قوله تعالى : (وَلَمَّا دَخَلُوا) إشارة إلى أن قضاء الله كان يترصدهم على تلك الأبواب المتفرقة التي دخلوا منها ، كما أمرهم أبوهم ، وأن ما كان يحذره أبوهم عليهم ، وصرفهم عنه إلى حيث قدر لهم الأمن السلامة ـ هو الذي دفع بهم إلى حيث جرى القدر المقدور لهم ، كما ستكشف عنه الأيام بعد .. فسبحان عالم الغيب والشهادة ، ومن بيده ملكوت السموات والأرض.
لمحة من القضاء والقدر
ـ وفى قوله تعالى : (إِلَّا حاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضاها) إشارة إلى أن يعقوب ، يعلم هذا حقّ العلم ، وأن نصحه لأبنائه ، وتحذيره إياهم أن يدخلوا من باب واحد ، وأمرهم بأن يدخلوا من أبواب متفرقة ـ ما كان يغنى عنهم من أمر الله