بل ويطلب لهم من الله الرحمة والغفران (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) أي لا لوم عليكم ، ولا مذمّة منذ اليوم ، فقد بلغ الأمر بي وبكم غايته ، وانتهى إلى تلك النهاية المسعدة ، التي تستوجب منا جميعا حمد الله وشكره. (يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)! لقد غفر هو لهم ما كان منهم معه سابقا ولا حقا .. وإن رحمة الله لأوسع وأرحب ، فلن يحرمهم الله سبحانه مغفرته ورحمته .. وكيف! (وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)؟
____________________________________
الآيات : (٩٣ ـ ٩٨)
(اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (٩٣) وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ (٩٤) قالُوا تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ (٩٥) فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٩٦) قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ (٩٧) قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (٩٨)
____________________________________
التفسير :
وما أن كشف يوسف لأخوته عن وجهه ، وأراهم منه الصفح والمغفرة ، حتى التفت بوجوده كلّه إلى أبيه الذي أضرّ به الحزن عليه ، وعلاه الكبر ، ومسّه الوهن والضعف!