هذا الطلب موضع نظره ، وأنه سوف يحققه لهم فى الوقت المناسب! وفى هذا ما فيه من درس بالغ فى التربية والتأديب.
فقسا ليزدجروا ، ومن يك حازما |
|
فليقس أحيانا على من يرحم |
أما يوسف ، فهو فى مواجهة إخوة له ، وهم أكبر منه سنّا .. فلم يكن بدّ من أن يبادرهم بالصفح والمغفرة ، بعد أن أخذ بحقّه منهم ، وأجراهم هذا الشوط الطويل ، حتى كادت تنقطع منهم الأنفاس ، فى غدوهم ورواحهم إلى مصر ، وإتيانهم بأخيهم من أبيهم ، ثم فى هذا التدبير الذي جعل منه يوسف مدخلا لاتهام أخيه بالسرقة ، وأخذه بما سرق ، ووضع إخوته فى هذا الموقف الحرج!
____________________________________
الآيات : (٩٩ ـ ١٠١)
(فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ(٩٩) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (١٠٠) رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) (١٠١)
____________________________________
التفسير :
آوى إليه أبويه : ضمهما إليه ، وكان مأوى لهما ..