وأفاض عليه ما أفاض من ألطافه ومننه .. وهذا ما يدعونا إليه الله سبحانه وتعالى فى قوله جل شأنه :
(سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) أي فسبّحوا الله واحمدوا له ، أن أسرى بعبده محمدا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وأن أراه من آياته وأسبغ عليه من آلائه ، ما هو أهل له عند ربّه (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
____________________________________
الآيتان : (٢ ـ ٣)
(وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلاً (٢) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً) (٣)
____________________________________
التفسير :
مناسبة هاتين الآيتين لما قبلهما ، هى أنه لما كانت الآية السابقة التي افتتحت بها السورة ، قد ذكرت تلك النعمة العظمى التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها على النبىّ ، إذ أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، فى تلك الرحلة العجيبة ، التي رأى فيها ما رأى من آيات ربّه ـ فناسب ذلك أن يجىء ذكر النعم التي أنعم الله بها على عباده .. ولما كان أجلّ تلك النعم وأعظمها إرسال الرسل إلى الناس ، يحملون إليهم هدى الله ، ويدعونهم إلى الخروج من الظلمات إلى النور ، ولما كانت التوراة التي نزلت على موسى ، هى الشريعة القائمة عند أهل الكتاب المعاصرين للنبوّة ـ من يهود ونصارى ـ