ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (٦) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً) (٧)
____________________________________
التفسير :
قضينا : أي أوجبنا ، وقدّرنا ، وحكمنا ..
فهذا هو ما حكم الله سبحانه به ، على بنى إسرائيل ، وقضاه عليهم ..
[بنو إسرائيل .. ووعد الآخرة]
فقد حكم الله سبحانه وتعالى عليهم : أن يفسدوا فى الأرض مرتين [وهو قضاء لا مردّ له] ولهذا جاء الفعل مؤكدا : «لتفسدنّ» .. فكأنه أمر لهم بأن يفسدوا ـ وذلك لأنهم واقعون تحت هذا القضاء الذي لا يردّ ، حتى لكأنهم مأمورون به!
وهذا من ابتلاء الله لهم ، وغضبه عليهم ، لما سبق فى علمه ـ جل شأنه ـ من أنهم لن يستقيموا على هدى ، ولن يسكنوا إلى عافية!
والفساد الذي ينضح من كيان بنى إسرائيل ، هو فساد يجىء عن بطر وكبر ، وكفر بنعم الله التي يفيضها عليهم ، ولهذا جاء قوله تعالى : (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) معطوفا على هذا الفساد ، مؤكدا لتأكيده ، حيث أنه كائن منه ، ومتولد من كيانه .. فهو علوّ فاسد ، نتاج غرس فاسد. فهم إنما يفسدون حين يمكن الله لهم فى الأرض ، ويفيض عليهم الكثير من نعمه ، وعندئذ يستبدّ