لنقله ، ثم نصب العلل التي تخرج به عن مفهومه .. فهو حديث خرافة ، لا ينبغى النظر إليه ، أو الوقوف عنده.
* * *
وبعد ، فإن مفهوم الآية الكريمة : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ .. ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ ..) ـ نقول إن مفهوم الآية الكريمة على هذا الوجه الذي قامت فى ظله قصة «الغرانقة العلا» ـ هو اتهام لرسل الله وأنبيائه جميعا ، بأنهم تحت سلطان الشيطان ، وأنه راصد لهم ، آخذ على ألسنتهم ، فلا تستقيم ألسنتهم بقراءة آية من آيات الله ، حتى يخرجها الشيطان على الوجه الذي يراه ، ويلوى لسان الرسول والنبي إلى ما يريد ..
فسبحانك .. سبحانك. هذا بهتان عظيم ، تكاد السموات يتفطرن منه وتنشقّ الأرض ، وتخرّ الجبال هدّا!
____________________________________
الآيات : (٦٠ ـ ٦٦)
(ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ(٦٠) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٦١) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٦٢) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (٦٣) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٦٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي