فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٦٥) وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ) (٦٦)
____________________________________
التفسير :
قوله تعالى :
(ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ).
الإشارة هنا (ذلِكَ) هى إشارة إلى شأن مضى ، ثم دخول إلى شأن آخر .. والتقدير : ذلك الذي حدّثت به الآيات السابقة ، شأن ، وها هو ذا شأن آخر فاستمع إليه أيها النبي .. والعطف ، هو عطف شأن على شأن ، وموضوع على موضوع.
والآية الكريمة تندّد بالبغي والعدوان ، وتجعل للمعتدى عليه سلطانا نصيرا من الله ، لأنه فى تلك الحالة مظلوم ، والله سبحانه وتعالى يقول : (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) (٣٣ الإسراء) ثم إن الآية الكريمة ، إذ تجيز للمعتمدى عليه أن يأخذ بحقه من المعتدى ، فإنها تشير من طرف خفى إلى العفو ، وذلك من وجوه :
أولا : فى تسمية القصاص من المعتدى ، عقابا ، فهو إذا أخذ بحقه ، لا فضل له على المعتدى ، فقد تساويا بعد ردّ الاعتداء ، وقد كان العفو أفضل وأكرم. والله سبحانه وتعالى يقول : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) (١٢٦ : النحل).
وثانيا : فى قوله تعالى : (ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ) إشارة إلى المعتدى عليه إذ يعفو ،