يسيئون ويحسن إليهم ، ثم لا يردّهم هذا الإحسان عن غيّهم وضلالهم .. فليفعلوا ما يحلو لهم ، والله سبحانه عالم بما يفعلون ، ومحاسبهم عليه ..
قوله تعالى :
(وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ).
همزات الشياطين : وساوسها ، ونخسلتها التي تنخس بها فى صدور الناس ..
وكما أمر الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم ، أن يدعو ربه ، بأن يقيه شر الناس ، ويباعد بينه وبين القوم الظالمين ـ أمره سبحانه أن يستعيذ به من وساوس الشياطين ، وما يزينون به للناس من منكرات ، وأن يباعد بينه وبينهم ، فلا يلمّون به ، ولا يحضرونه فى أي حال من أحواله ، خاليا ، أو مع الناس ..
وهذه الاستعاذة من الشيطان ، هى إلفات للمسلمين إلى هذا العدو المتربص بهم ، والذي هو شر خالص ، لا يجىء منه إلا الشر لكل من يأنس إليه ، ويطمئن له .. وإنه إذا كان النبي ـ صلوات الله وسلامه عليه .. وهو فى حراسة من ربه ، وفى قوة من خلقه ، ودينه ـ إذا كان النبي يطلب الغوث والعياذ بالله من هذا العدو الراصد ، فأولى بالناس ـ وهم على ما فيهم من ضعف ـ أن يستكثروا من طلب الغوث والعياذ بالله من الشيطان الرجيم ، وأن يكونوا على ذكر دائم بأنهم مع عدو متربص بهم ، ينتظر غفلتهم ، لينفذ إلى ما يريد فيهم ، من إغراء وإضلال ..