وفى قوله تعالى : (وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) تحذير للذين يستمعون لقالة السوء ، ويعطون آذانهم لمن يلقون إليهم بها .. فأكثر هذه المقولات كذب ، وبهتان ، ورجم بالغيب ، ورمى بالظنون .. وأكثر ما يدفع المتقولين إلى ركوب هذا المركب الآثم ، هو ادعاؤهم العلم بخفايا الأمور ، وأنهم يعلمون ما لا يعلم الناس .. وهذا ليس من العلم فى شىء حتى وإن كان صدقا ، فما هو إلا قشور من قشور العلم ، أما العلم الحق ، فهو ما يعلمه الله : (وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ..)
قوله تعالى :
(وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) لو لا : حرف امتناع لوجود .. أي امتناع تحقيق جوابها ، لوجود شرطها .. ولو لا هذا الشرط لتحقق الجواب ووقع ..
وجواب الشرط هنا محذوف ، وتقديره ، ولو لا فضل الله عليكم ورحمته ، وأنه رءوف رحيم بكم ، لأخذكم بعذابه على هذا الأمر العظيم الذي وقعتم فيه ، وخاض فيه الخائضون منكم ..
____________________________________
الآيات : (٢١ ـ ٢٦)
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢١) وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ