التفسير :
هاتان الآيتان تشرحان تلك الإشارة الخفية التي جاءت فى قوله تعالى فى الآية السابقة عليهما فى قوله تعالى : (وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ ..) حيث جاءت الآيتان تدعوان إلى غضّ الأبصار ، وحفظ الفروج ، وهى أمور تقع غالبا فى خفاء وستر .. فجاءت الآيتان تصرحان بالأمر بما هو مطلوب من المؤمن ، والمؤمنة ، وهو غض البصر ، وحفظ الفرج ..
وقوله تعالى :
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ).
الخطاب موجّه إلى المؤمنين ، الذين هم بحكم إيمانهم بالله ، ومراقبتهم له ، أهل لأن يمتثلوا أمر الله ويستجيبوا له ..
وغضّ البصر ، هو كسره ، وعدم ملء العين من النظر إلى المحرمات من النساء ، مخالسة ، أو معالنة .. فإن النظر هو رسول الشيطان إلى تحريك الشهوة ، والدعوة إلى الفاحشة ..
وقدّم الرجال على النساء ، لأن النساء ، عورة ، والنظر إليهن يدعو إلى الفتنة أكثر من نظر النساء إلى الرجال ..
وقوله تعالى :
(وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى