القصص ، أو رواية من الروايات .. وهذا يعنى أخيرا أن أنباء القصص القرآنى ، ليست هي الواقع ـ كما وقع ، أو بعبارة أخرى أنها ليست الصدق كلّ الصدق!!
هذا مدخل من المداخل التي رآها بعض الباحثين آذنة لهم بالقول بأن القصص القرآنى ـ شأنه شأن القصص الأدبى ـ لم يقف عند حدود الأحداث الواقعة ، بل تصرف فيها على الوجه الذي يقيم منه قصصا «فنيّا!!» .. الأمر الذي جعله يغير من وجوه الواقع ، ويخرج به على غير مألوف الحياة ، حتى تجد النفس إقبالا عليه ، لما فيه من جدّة وغرابة ، ولما في الجدّة والغرابة من طرافة!!
هكذا يذهب هذا التصور المريض ، الذي يقع في نفوس أهل الغفلة عن جلال الله وقدرته ، يذهب بهؤلاء السّفهاء أن يجعلوا الله سبحانه وتعالى ، مع الأدباء والقصاصين ، على كفتى ميزان ، حتى ليضطر الخالق ـ كما يضطر المخلوقون ـ إلى خلط الحق بالباطل ، وتزويق الحقيقة بالخيال ، وتمويه الواقع بالكذب والاختلاق ، حتى يكون له طعم جديد ، غير ما اعتاد الناس تذوقه من طعوم الحياة وواقعها!!
وما ذا بقي لله سبحانه وتعالى إذن من تفاوت بينه وبين خلقه؟
أفتعجز كلمات الله عن أن تمسك بالصدق ، وتشتمل عليه؟ ثم أيليق بكلمات الله أن تتلبّس بالكذب والاختلاق ، وتتزوّق بالخيال وتتجمل به ، حتى يكون لها وجه مقبول غير مردود؟.
يا للسفاهه والضلال ، ويا للحمق والجهالة .. بل يا للجرأة على الله ، والتطاول على من خلق من التراب لسانا ينطق بهذا البهتان العظيم!!