هذا ، ومما يراه أصحاب هذا الرأى الأحمق الجهول مؤيدا لوجهة نظرهم هذه ، الضالّة المضلّة ـ أن القرآن الكريم جاء بلسان عربى مبين ، والشخصيات التي وردت في القصص القرآنى ، لم يكن لسانها عربيا ، كموسى وفرعون مثلا ..
وقد نطق القصص القرآنى عن هؤلاء الأشخاص ، وأنطقهم بهذا اللسان العربي .. وطبيعى أن ما نطقت به هذه الشخصيات في القرآن ، لم يكن هو نفس منطوقها ، وإنما هو ترجمة أمينة وصادقة لما نطقت به.
وهذه الترجمة ، وهذا النقل ـ أيّا كان من الدقة والإحكام في نقل المعاني من لسان إلى لسان ـ هو على أي حال مخالفة للواقع ، فى الصورة والشكل ، وإن لم يكن في المضمون والمحتوى!
وأي مخالفة أكبر من أن تتبدل ألسنة الناس ، فينطقوا بغير اللغة التي نطقوا بها؟ ففرعون ـ ولغته المصرية القديمة ـ ينطق بالعربية الفصحى! وأصحاب الكهف ـ ولغتهم غبر عربية على وجه قاطع ـ قد أنطقهم القرآن بلسان عربى مبين .. وهكذا.
وأكثر من هذا .. الحيوانات والجمادات ، ينطقها القرآن بهذا البيان المبين .. إذ يقول سبحانه فيما أنطق به السماء والأرض : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) (١١ : فصلت).
ويقول سبحانه فيما أنطق به النملة : (قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (١٨ : النمل).
فهذه المفارقات وأشباهها ، قد جعل منها بعض الدارسين المجددين أو المجدفين