ما يلقى العصاة والمجرمون ، فى هذا اليوم ـ يوم القيامة ـ من شدائد وأهوال ، وما يطلع عليهم منه ، من بلاء ، وعذاب .. مع الرحمة المحفوفة به.
من الرحمن الرحيم .. فكيف بهذا العذاب لو جاءهم خالصا من غير رحمة الرحمن؟
قوله تعالى :
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً).
هو معطوف على قوله تعالى : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) .. وكلا الظّرفين متعلّق بقوله تعالى : (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ) .. أي أنه يتجلّى للناس عيانا فى هذا اليوم ، يوم تشقق السماء بالغمام ، ويوم يعضّ الظالم على يديه ـ يتجلى لهم أن الملك الحق ، هو لله ، وأن ما كانوا يملكونه فى الدنيا ، لا شىء فى أيديهم منه اليوم ، وأنه باطل الأباطيل وقبض الريح ..
وعضّ الظالم على يديه ، كناية عن الحسرة والندم ، على ما فاته من خير ، ولا يمكنه الآن دركه ..
وقوله تعالى : (يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) جملة حالية ، تكشف عن سبب الحسرة ، التي تملأ قلب الظالم فى هذا اليوم ، وهو أنه قد كان على طريق مخالف لطريق النبىّ ، وأنه دعى إلى الإيمان فأبى؟؟؟؟ ، ولم يتخذ مع الرسول سبيلا ، بل اتخذ سبيله مع الضالين ، والظالمين من أمثاله ، الذين أغووه ، وأغواهم ، فكانوا حزبا على النبىّ والمؤمنين .. وهذا ما يشير إليه قوله تعالى ، على لسان هذا الظالم : (لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً).
وفلان : كناية عن إنسان ، يعرفه المتحدّث عنه ، ولا يريد ذكر اسمه