قوله تعالى :
(فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ).
هذا هو الموقف الذي ينبغى أن يأخذه النبي من أهله الذين لا يستجيبون له ، ولا يقبلون على دعوته .. إنهم حينئذ لا أهل ولا أقارب ، وإن عليه أن يتبرأ مما هم فيه من ضلال ، وألا يمد بصره إليهم ، بل ينبغى أن يكون نظره قائما على هؤلاء الذين استجابوا له ، واتبعوا سبيله!
قوله تعالى :
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
أي دع هؤلاء المتأبّين عليك من أهلك وعشيرتك ، وما هم فيه من شرك ، وتوكل على الله وحده ، فهو الذي يشد أزرك ، ويمدك بأمداد القوة والعزة ، فهو «العزيز» الذي من اعتز به عزّ «الرحيم» الذي يلقاك برحمته ، ولا يدعك لأيدى الباغين والسفهاء من قومك ..
وفي قوله تعالى : (الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ) ـ تأكيد لرعاية الله سبحانه وتعالى للنبى ، وإحاطته بعزته ورحمته .. فالله سبحانه وتعالى يراه ، ويطلع على كل حال منه ، فى سر وجهر ، وفي نوم ويقظة .. وخصّت الرؤية بحال القيام ، لأنها أشرف الأحوال ، التي يحبّ النبي أن يراه الله عليها ، وهو حال قيامه بين يدى ربه للصلاة.
وقوله تعالى : (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) ـ معطوف على الكاف في «يراك» أي يراك في قيامك ، ويرى تقلبك في الساجدين ..