نصرهم قبل هزيمتهم أوقع وأقرب من نصرهم بعد الهزيمة!.
هكذا ، لقى المشركون المسلمين بهذه المقولات وأمثالها ، حتى لقد أدّى الأمر إلى أن تقوم مخاطرات بين المسلمين والمشركين ، على وقوع هذا الخبر أو عدم وقوعه ، وحتى لقد قيل إن أبا بكر ـ رضى عنه ـ خاطر أبىّ بن خلف ، على عدد من الإبل ، يؤديها إلى أبى بكر ، إذا غلبت الروم الفرس خلال سبع سنوات ، ويؤديها أبو بكر إلى أبىّ ، إذا غلبت الفرس الروم ، أو لم تقع بينهما حرب أصلا ، خلال هذه السنوات السبع!.
وتمضى الأيام ، وتتحرك الأحداث ، ويهاجر النبي والمسلمون إلى المدينة ، ويلتقى المسلمون والمشركون في موقعة بدر في السابع عشر من رمضان ، للسنة الثانية من الهجرة ، وينتصر المسلمون نصرا كاملا مؤزرا ، ويهزم المشركون هزيمة نكراء ، فيقتل منهم سبعون رأسا من رءوسهم ، ويؤسر سبعون ..!
وفي هذا الوقت الذي كانت تدور فيه معركة بدر بين المسلمين والمشركين ، وتدور فيها الدائرة على الشرك وأهله ، كانت هناك معارك دائرة بين الروم والفرس ، وفيها ينهزم الفرس هزيمة إلى الأبد ، فلا تقوم لهم بعدها دولة ... فما هى إلا سنوات بعد هذه الهزيمة التي حلّت بهم ، حتى تدخل جيوش المسلمين بلاد فارس ، وتستولى عليها ، وتضمها إلى الدولة الإسلامية.
وليس هذا رجما بالغيب ، ولا استملاء من أساطير الأولين ، كما يتخرص المتخرصون عن القصص القرآنى.
وهذه صحف التاريخ التي سجّلت هذه الأحداث في وقتها ، لا تزال بين يدى أهلها ، الذين ليس لهم مصلحة في أن يقيموا تاريخهم على ما يطابق أخبار القرآن ، ويجىء مصدّقا له.
والثابت في هذا التاريخ ، أنه في سنة ٦١٤ من الميلاد كانت تدور معركة