مستمتع لشيء ولا بلاغ ، قال : فراشدا. فخرجت إلى مكة ، قال ابنه : فلم تطل أيّامه بها حتى مات (١).
قلت : مات في سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وعن يعقوب الوزير قال : كان المهديّ لا يحبّ النّبيذ ، لكن يتفرّج على غلمانه وهم يشربون ، فأعظه في سقيهم النّبيذ وفي الطّرب وأقول : ما على ذا استوزرتني ، أبعد الصلوات الخمس في الجامع يشرب النّبيذ عندك وتسمع السماع؟! فكان يقول : قد سمعه عبد الله بن جعفر ، فأقول : ليس هذا من حسناته (٢).
وقال عبد الله بن يعقوب : كان أبي قد ألحّ على المهديّ في حسمه عن السّماع حتّى ضيّق عليه ، وكان أبي قد ضجر من الوزارة وتاب ونوى التّرك ، قال : فكنت أقول للمهديّ : والله لخمر أشربه وأتوب ، أحبّ إليّ من الوزارة ، وإنّي لأركب إليك ، فأتمنّى يدا خاطئة تصيبني ، فاعفني وولّ من شئت ، فإنّي أحبّ أن أسلّم عليك أنا وولدي ، فما أتفرّغ (٣) ، ولّيتني أمور النّاس وإعطاء الجند ، وليس دنياي عوضا عن آخرتي.
وقال : فكان يقول : اللهمّ غفرا ، اللهمّ أصلح قلبه.
وقال قائل :
فدع عنك يعقوب بن داود جانبا |
|
وأقبل على صهباء طيّبة النّشر (٤) |
ولما حبسه المهديّ عزل أصحابه ، وسجن أهل بيته (٥).
* * *
__________________
(١) تفاصيل الخبر في تاريخ الطبري ٨ / ١٥٧ ـ ١٦٠ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٧١ ، ٧٢ ، والبداية والنهاية ١٠ / ١٤٨ ، وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٢١١.
(٢) تاريخ الطبري ٨ / ١٦٠.
(٣) العبارة في تاريخ الطبري : «وو الله إنّي لأتفزّع في النوم».
(٤) تاريخ الطبري ٨ / ١٦٠ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٧٣ ، البداية والنهاية ١٠ / ١٤٩.
(٥) تاريخ الطبري ٨ / ١٦١.