وغزوت معه ولي فرسان وهو على رجليه ، فأردته أن يركب فأبى ، فحلفت ، فركب حتى جلس على السّرج ، فقال : قد أبررت يمينك ، ثم نزل (١).
أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ : نا خلف بن تميم ، سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : يجيئني الرجل بالدنانير فأقول : ما لي فيها حاجة ، ويجيئني بالفرس فأقول : ما لي فيه حاجة ، ويجيئني ذا ، فلما رأى القوم أنّي لا أنافسهم في دنياهم أقبلوا ينظرون إليّ كأنّي دابة من الأرض ، أو كأنّي آية ، ولو قبلت منهم لأبغضوني ، ولقد أدركت أقواما ما كانوا يحمدون على ترك هذه الفضول.
أحمد الدّورقيّ : حدّثني أبو أحمد المروزيّ ، حدّثني عليّ (٢) بن بكّار قال : غزا معنا إبراهيم بن أدهم غزاتين ، كلّ واحدة منهما أشدّ من الأخرى ، فلم يأخذ سهما ولا نفلا ، وكان لا يأكل من متاع الروم ، نجيء بالطرائف والعسل والدّجاج فلا يأكل منه (٣) ويقول : هو حلال ، لكنّي أزهد فيه ، وكان يصوم. وغزا على برذون ثمنه دينار ، وغزا في البحر غزاتين (٤).
الدّورقيّ : نا خلف تميم ، حدّثني أبو رجاء الخراساني ، عن رجل أنّه كان مع إبراهيم بن أدهم في سفينة في غزاة ، فعصفت عليهم الريح وأشرفوا على الغرق ، فسمعوا هاتفا بصوت عال : تخافون وفيكم إبراهيم (٥).
وقد ساق له أبو نعيم عدّة كرامات (٦).
قال بشر بن المنذر قاضي المصّيصة : كنت إذا رأيت إبراهيم بن أدهم كأنّه ليس فيه روح ، لو نفحته الريح لوقع ، قد اسودّ ، متدرّع بعباءة ، فإذا خلا
__________________
(١) حلية الأولياء ٧ / ٣٨٧.
(٢) في الحلية : «أحمد بن بكار» ، وهو وهم.
(٣) تهذيب تاريخ دمشق ٢ / ١٧٩.
(٤) حلية الأولياء ٧ / ٣٨٨.
(٥) حلية الأولياء ٨ / ٦ ، صفة الصفوة ٤ / ١٥٧.
(٦) في حلية الأولياء.