مناسبة هذه الآية لما قبلها ، هى أن الآية السابقة قد توعدت المشركين بقوله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) وهؤلاء المشركون لا يصدقون بيوم القيامة ، ولا يؤمنون بالبعث ، وكانوا يسألون النبيّ عن يوم البعث سؤال المنكر بقولهم : متى هو؟ .. فكانت هذه الآية جوابا عن سؤال يدور فى رءوسهم ، منكرا هذا اليوم .. وقد جاء الجواب على سبيل القصر ، وجعل علم السّاعة من أمر الله وحده ، لا يعلمها إلا هو ، كما يقول الله تعالى : (قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي .. لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ) (٨٧ : الأعراف) ..
فقوله تعالى : (إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ) حكم قاطع بأن علم الساعة ، وتحديد وقتها ، هو من أمر الله وحده ، لا يعلمها إلا هو ..
وقوله تعالى : (وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ) هو توكيد لعلم الله الشامل الذي يقع فى محيطه كلّ شىء فى هذا الوجود ، لا علم الساعة وحده ..
فهذه الثمرات التي تخرجها الأرض ، هى فى علم الله .. ثمرة ثمرة ، بل قبل أن تكون ثمرة .. فهو سبحانه الذي أخرج نبتها من الأرض ، وهو سبحانه الذي أطلع من النّبتة هذا الزّهر ، وهو سبحانه الذي أخرج من هذا الزهر ، الثمر ، وأنضجه ..
والأكمام ؛ جمع كمّ ، وهو كأس الزهرة قبل أن تتفتح ..
هذا فى عالم النبات ، وكذلك الشأن فى عالم الحيوان والإنسان .. فما حملت أنثى حملا ، ولا وضعته ، إلا والله سبحانه وتعالى عالم بما تحمل كل أنثى ، وما تضع من حمل ، كما يقول سبحانه فى آية أخرى : (اللهُ