ويتأكد هذا المفهوم ، إذ نجد القرآن الكريم يلتزم هذا التشبيه فى معرض آخر ، من معارض البعث والنشور ، فيقول سبحانه : (يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ) (٧ ـ ٨ : القمر) ..
فالجراد المنتشر ، والفراش المبثوث .. صورتان متماثلتان فى مرأى العين ، وفى أطوار الحياة التي يتنقل فيها كلّ من الفراش والجراد!.
* * *
فالجراد يأخذ فى خلقه وتطوره نفس المراحل التي يقطعها الفراش فى مسيرة الحياة ..
البيضة ، فالدودة ، فالعذراء ، فالفراشة التي تطير ..
«والفراش» كائن لطيف ، رقيق ، يكاد يكون من عالم الروح أكثر منه من عالم المادة ..
وأما «الجراد» ـ وإن كان أكثر كثافة من الفراش ، فإن أجنحته ـ الكبيرة القويّة ، تغلب كثافة جسده ، فيطير بخفة أشبه بخفة الأرواح ..
وفى الجمع بين الفراش المبثوث ، والجراد المنتشر ، تصوير معجز للصورة التي يبعث عليها الناس يوم القيامة ..
ففى الناس : فراش ، وجراد .. فى الدنيا وفى الآخرة ..
فالمؤمنون ، يمثلون الفراش .. فى لطفه ، ورقته ، ووداعته ، ومواقعه فى فى الحياة ، وتناوله من رحيق أزهارها ، وطيّب ثمارها .. حيث هم زينة