يقول الأستاذ الإمام «محمد عبده» رحمهالله فى هذا المعنى : «يتغير فى ذلك اليوم ـ يوم القيامة ـ نظام الكون ، فلا تبقى أرض على أنها تقلّ ، ولاسماء على أنها تظلّى ، بل تكون السماء بالنسبة إلى الأرواح مفتحة الأبواب ، بل تكون أبوابا ، فلا يبقى علو ولا سفل ، ولا يكون مانع يمنع الأرواح من السير حيث تشاء ..
ثم يقول : «والآخرة عالم آخر غير عالم الدنيا التي نحن فيها ، فنؤمن بما ورد به الخبر فى وصفه ، ولا نبحث عن حقائقه مادام الوارد غير محال .. ولا شك أن امتناع السماء علينا إنما هو لطبيعة أجسامنا فى هذه الحياة الدنيا .. أما النشأة الأخرى ، فقد تكون السماء بالنسبة لنا أبوابا ندخل من أيها شئنا بإذن الله ..»
وقوله تعالى :
(إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً* لِلطَّاغِينَ مَآباً)
هو تهديد للمشركين ، المكذبين بيوم القيامة ، وبما فيه من حساب وجزاء .. فهذه جهنم على موعد معهم ، قد أعدت لهم ، ورصدت للقائهم .. إنها مآب ومرجع للطاغين المكذبين ، الذين لا يؤمنون بالله ، ولا باليوم الآخر ..
قوله تعالى :
(لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً)
الأحقاب ، جمع حقب ، والحقب : جمع حقبة .. والحقبة من الزمن ، القطعة الطويلة الممتدة منه ، وسميت أجزاء الزمن حقبا لأن بعضها يعقب بعضا ، ومنه الحقيبة ، التي يحملها المرء خلف ظهره ، والمراد أن هؤلاء الطاغين الذين أخذوا منازلهم فى جهنم ، لا يخرجون منها ، بل يعيشون فيها أزمانا بعد أزمان ، تتبدل