هى هذه الكواكب السابحة سبحا ، وهى ـ كما يبدو من ظاهر حركاتها ـ فى سباق مع بعضها ، حيث ترى الشمس مرة أمام القمر ، ويرى القمر مرة أمامها ..
(فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) ..
هى أيضا نفس هذه الكواكب ، السابحات سبحا ، والسابقات سبقا .. إنها فى تعاملنا معها ، تضبط الزمن ، ساعات ، وأياما ، وشهورا .. (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ) (١٢ : الإسراء) ..
وتدبير هذه الكواكب لأمورنا ، هو فيما يظهر من آثارها فى حياتنا ، من حرّ وبرد ، ومن هبوب رياح ، ونزول أمطار ، وإنضاج ثمار ، ومدّ وجزر فى البحار ، وغير ذلك مما نشهده من حركة الشمس والقمر ، وما يتبع هذه الحركة من آثار فى عالمنا الأرضى ، برّا ، وبحرا ، وجوّا ..
قوله تعالى :
(يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ. تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) ..
ليس هذا جواب القسم ، فجواب القسم ـ كما قلنا ـ هو مادل عليه ختام سورة النبأ ، أما هذا فهو بيان لما يجرى فى يوم القيامة ، الذي جاء القسم لتوكيده ، الأمر الذي يقتضى التسليم به ، فلم يبق إلا بيان ما يحدث فيه ..
والراجفة : الأرض ، والرادفة السماء ..
فالأرض ترجف يوم القيامة ، ثم تتبعها السماء ، فيما يقع فيها من أحداث هذا اليوم ، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) (٤٨ : إبراهيم) ..