(١٥٩٠) والثاني : أنه النّجم ، رواه أبو هريرة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
والثالث : أنه الليل ، قاله ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ، والقرظي ، والفرّاء ، وأبو عبيد ، وابن قتيبة ، والزّجاج. قال اللغويون : ومعنى «وقب» دخل في كلّ شيء فأظلم. و«الغسق» الظّلمة. وقال الزّجّاج : الغاسق : البارد ، وقيل للّيل : غاسق ، لأنه أبرد من النهار. والرابع : أنه الثّريّا إذا سقطت ، وكانت الأسقام ، والطّواعين تكثر عند وقوعها ، وترتفع عند طلوعها ، قاله ابن زيد.
فأمّا (النَّفَّاثاتِ) فقال ابن قتيبة : هنّ السّواحر ينفثن ، أي : يتفلن إذا سحرن ، ورقين. قال الزّجّاج : يتفلن بلا ريق ، كأنه نفخ. وقال ابن الأنباري : قال اللغويون : تفسير نفث : نفخ نفخا ليس معه ريق ، ومعنى تفل : نفخ نفخا معه ريق. وقال ذو الرّمّة :
ومن جوف ماء عرمض الحفل فوقه |
|
متى تحس منه ماتح القوم يتفل |
وقد روى ابن أبي سريج «النّافثات» بألف قبل الفاء مع كسر الفاء وتخفيفها. وقال بعض المفسّرين : المراد بالنّفّاثات هاهنا : بنات لبيد أعصم اليهودي سحرن رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
(وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ) يعني : اليهود حسدوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وقد ذكرنا حدّ الحسد في البقرة. والحسد : أخسّ الطبائع. وأوّل معصية عصي الله بها في السماء حسد إبليس لآدم ، وفي الأرض حسد قابيل لهابيل.
____________________________________
وقد توبع الحارث عند أحمد في الرواية ٦ / ٢١٥ ، تابعه المنذر بن أبي المنذر ، وهو مجهول وأخشى أن يكون أخذه الحارث عن المنذر ، وهو محتمل ، فالمتن غريب. وصححه الحاكم! ووافقه الذهبي! وقال الترمذي : حسن صحيح!
قلت : والمتن غريب لأن عامة أهل التفسير والأثر على أن المراد بذلك الليل إذا دخل. أخرجه الطبري ٣٨٣٦٤ عن ابن عباس لكن سنده واه ، وكرره عن الحسن ٣٨٣٦٥ وكرره ٣٨٣٦٦ عن القرظي ، وكرره ٣٨٣٦٨ عن مجاهد والحسن ، وكرره ٣٨٣٦٩ و ٣٨٣٧٠ عن الحسن. وكرره ٣٨٣٧١ عن ابن عباس بسند رجاله ثقات لكن فيه إرسال ، وهذه الروايات تتأيد بمجموعها ، وهو الذي اختاره البخاري في «صحيحه». فقال ٨ / ٧٤١ «فتح» : وقال مجاهد : الفلق : الصبح ، وغاسق الليل إذا وقب غروب الشمس. قلت : فهذا ما عليه عامة أهل العلم ، ولو ثبت الحديث عند البخاري لرواه ولو تعليقا أو تبويبا.
(١٥٩٠) ضعيف جدا. أخرجه الطبري ٣٨٣٧٥ عن أبي هريرة مرفوعا ، وإسناده ضعيف ، فيه محمد بن عبد العزيز ، وهو متروك ، وقال الحافظ ابن كثير ٤ / ٦٩٤ : لا يصح رفعه إلى النبي صلىاللهعليهوسلم. وانظر «تفسير الشوكاني» ٢٨٩٣.