وذکر العلامة الاستاذ الشيخ محمد محسن الطهراني المعروف بشيخ آقا بزرگ ف المجلد الثالث من کتاب «الذرعة الى تصانيف الشيعة» ما عبارته كذا :
بيان السعادة في مقامات العبادة او التفسير المنير تفسير للقرآن الشرف طبع بطهران ف مجلد کبر سنئة ١٣١٤ على نفقة اصحاب العارف المعاصر المولى سلطان محمد بن حيدرمحمد الكنابدي (الجنابذي) الخراساني المتوفي حدود ١٣٢٠ معتقدين انّه تصميف شيخهم المذكور وهونفسه ذكرفيه انّه فرغ من تأليفه سنة ١٣١١ ولكن نبّهني العالم البارع المعاصر السيّد حسين القزويني الحائري بانتحال وقع في هذا التفسير يكشف عن كونه لغيره ولو في الجملة فان ما اورده في اوله من تشقيق وجوه اعراب فواتح السور من الحروف المقطعات وانهاء تلك الشقوق الى مايبهر منه العقل توجدبيتمام تفاصيلها وعين عباراتها في رسالة الشيخ علي بن احمد المهائمي الكوكني النوائتي المولد سنة ٧٧٦ والمتوفّى سنة ٨٣٥ المشهور بمخدوم على المهائمي وقد ذكر الفاظ الرسالة السيد غلامعلي آزاد البلگرام ف کتابه سبحه المرجان المؤلف سنة ١١٧٧ والمطبوع سنة ١٣٠٣ وذكرانّ المهائم بندر في كوكن من نواحي دكن ، وتوائت كثوابت قوم من قريش نزلوا الى بلاد دكن في زمن الحجاج قال : وله التّفسير الرّحماني والزوارف في شرح عوارف المعارف ، وشرح الفصوص لمحيي الدين ، وشرح النّصوص للقرنوي وادلة التّوحيد.
اقول وتفسيره الموسوم بتبصير الرّحمن وتفسير المنان طبع في دهلي سنة ١٢٨٦ ، وفي بولاق سنة ١٢٩٥ كما ذكره في معجم المطبوعات ، وكتابه مرآة الدقائق طبع في بمبئي ، وبالجملة المقدار المذكور من رسالة المهائمي في هذا التفسير ليس هو جملة او جملتين او سطراً وسطرين حتّى يحتمل فيه توارى الخاطرين وتوافق النّظرين ، فهذا الانتحال ثبّتنا عن الاذعان بصدق النّسبة الى من اشتهر بانّه له والله العالم.
وهذا ايضاً وان كان ظاهره موهما للّتحقيق ولكنّه عند المنصف المحقّق لا يخلو عن شوب الغرض وبعيد عن التحقيق ، لان المحقق في كل امر ولا سيّما في الامور المحتملة للتهمة وشوب الافتراء لا يكتفي بنقل القول من واحد ولو فرض عادلاً بل يجتهد ويفتش ولا يتقاعد عن هذا حتى يحصل له القطع بالدليل ، وهذا العالم الجليل كان لازما عليه ان يطالع التفسير المنسوب الى المهائمي ولا يقتصر على نقل القول ويطابق الكلمات والتحقيقات حتّى يزول عنه الشكت لانّ الخبر يحتمل الصدق والكذب : ونسبة الخلاف الى المؤمن بنقل خبر شخص واحد خلاف ، ويكون مصداقاً للاية الشريفة ان جائكم فاسق بنبأ.
وثانياً كان حريتاً على مؤلف الذريعة لتكميل التحقيق ان يسأل من معاصريه من العلماء والفضلاء المنصفين الذين كانوا يعرفونه ورأوه حتّي يصير فضله عليه واضحاً ، لان كثيرا من فحول العلماؤ في زمانه مثل آة الله الشيرازي والحاج مّلا علي السمناني والحاج ميرزا حسين السبزواري والآخوند ملا محمد الكاشاني والشيخ زين العابدين المازندراني واولاده رحمهم الله وغيرهم كانوا معترفين بفضله ونبوغه ، وكل من حضر محضره من المؤالفين والمخالفين لم يتمكن من انكار فضله وعلمه وتقواه حتّى اعاديه ، وساتر تأليفاته أيضاً شاهدة على ذلك فانّ تأليفه ليس منحصراً بهذا التفسير بل له تأليفات كثيرة بالفارسية والعربية وحواش وتحقيقات على الاسفار وتحقيقات في علوم الادب وغيرها وهي كلها شاهدة لعبقريته رحمه الله.
وثالثاً لو كان هذا الفاضل محققاً لم يقع في الخطأ في تاريخ وفاة المؤلّف ولم يذكره بالتّقرب بل كان لازماً عليه تحقيق التّاريخ القطعي لوفاته حتّى لايقع في الاشتباه ، وهو نفسه اقرّ بهذا الاشتباه في المجلد الرابع من الذريعة عند ذكر كتاب تنبيه النائمين احد مؤلفات صاحب التفسير ، وهذا دليل على انّه خرج عن حدّ الانصاف وفي كلامه الطويل الذي ذكرناه الذي يكون ظاهره متيناً وباطنه من الغرض والعناد شحينا ، وغلب عليه حسس البغض والحال انّ المحقّق لا يليق ان يقع تحت تأثير احساسات الحب والبغض ولاسيّما اذا كان شيوع امثال هذا من شخص