وكان تاركاً للمحرمات بل المكروهات ، وكان مشتغلاً بالشغل الدّنيوي امراتباعه ومريديه ايضا بهذه الأمور ، وكان شديد التّحفظ عليها ، وفي ليلة السبت السادس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين وثلاثمائة بعد الالف صار مخنوقاً وغريقاً وارتحل من الدّنيا شهيداً ، ودفن في اعلى مقابربيدخت ؛ وخلّف ابنه العالم العارف الكامل المولى الحاج ملا علي نورعلي شاه الثاني المتولد في السابع عشرمن شهرربيع الثاني ١٢٨٤ وصارخليفة والده حتى قتل مسموعا بكاشان في الخامس عشر من شهر ربيع الأوّل سنة سبع وثلاثين وثلاثمأة بعد الالف ؛ وصارسلله الجلل والذي المعظم المولى الحاج شيخ محمّد حسن صالح علي شاه المتولّد في الثّامن من شهر ذى الحجة الحرام سنة ثمان وثلاثمائه بعد الالف خليفة له ، ومسند الطرّيقة في هذا الزّمان مزيّن بوجود سماحته اطال الله بقاءه الشريف.
وللمولى الحاح مّلا سلطان محمد مؤلفات كثيرة اكثرها في الاحكام والآداب الشرعية والاخلاق مع التطبيق على اصول العرفان مثل سعادتنامه ومجمع السعادة وبيان السعادة ولابت نامه وبشارة المؤمنين وتنبيه النائمين والتّوضيح والايضاح ، اثنان منها وهما بيان السعادة والايضاح بالعربية وغيرهما بالفارسية ، وله تأليفات اخرغير ذلك في المنطق والنحو مثل تذهيب حاشية وشرح على تهذيب المنطق ، وحواش على الاسفار كلهّا بالعربية.
واهمّ مؤلفاته تفسير القرآن المجد المسمّى «بيان السعادة في مقامات العبادة» وهو من اهم التفاسير المؤلفة في القرن الاخيرحتّى قال فيه الفقيه الكامل المرحوم الحاج آقا محسن المجتهد العراقي والحكيم الجليل المغفور له الآخوند مّلا محمد الكاشاني «تفسير السلطان التفاسير» وقد ذكر في هذا التفسير نكات دقيقه عرفانية وفلسفية وادبية في بيان الآيات لم يذكرها احد قبله كما صرّح به نفسه في مقدّمه التّفسير وجميع ما ذكر في تفسيرالآيات مستند الى الأحاديث والاخبار المرويّة من مصادرالعصمة عليهم السلام.
ولمّا كان شديد العلاقة والارادة بشيخه ومرشده الحاج محمد كاظم سعادت علي شاه سمّى ثلاثة من مؤلّفاته باسمه وهي سعادت نامه وبيان السّعادة ومجمع السّعادة كالمولويّ البلخيّ الخراسانيّ حيث سمّى ديوانه باسم مرشده شمس الدّين التّبريزي ، والمولى محمّد تقي الكرماني مظفرعلي شاه حيث ختم اشعاره في ديوانه باسم مرشده مشتاق علي شاه رحمهم الله.
ولهذا التّفسير امورمختصّة به لا تكون في غيره :
مختصات هذا التّفسير
١ ـ منها ربط الآيات وجعل الآيات الاحقة مربوطة بالسابقة والحال ان جمع الآبات تكن بترتيب نزولها والمؤلّف ايضاً قائل به ولكنّه كان قائلاً معذلك ان تأليف الآيات القرآنية وجمعها بالترتيب الموجودبين الدّفتين دليل على أنّ العلم الآله والارادة لازليّة قد تعلّقتا بجمعها كذلك ، كما قال الله تعالى شأنه «أنّ علينا جمعه وقرآنه» فالآات ف الواقع ونفس الامرکلها مرتبطة ومتنظمة ، ولازم هذا ان تكون فى المعنى ايضاً مرتبطة وان لم تكن جمعها بترتيب النّزول ، ولهذا لا يجوز عندنا تنظيم الآات القرآنية بغير الترتيب الفعلي وما بين الدّفتين كلام الله وهذا الترتيب محفوظ الى زمان ظهور القائم عجل الله فرجه.
على انّ بعض الاخيار والاقوال دال على انّ تنظيم الآيات كان في زمن النّبي صلّى الله عليه وآله وبامره وهو ايضاً دليل على ارتباطها في نفس الامر ولذا ربط المؤلف الجليل اكثر الآيات اكثرالآيات بسابقها وذكر وجه الرّبط وان لم تكن مربوطة في ظاهر المعنى والمفهوم.
٢ ـ ومنها تفسير جمع الآات المربوطة بالعقائد والايمان والكفر بالايمان والكفر بالولاية والاهتمام التّأم بشأن ولاية عليّ عليه السلام والائمة المعصومين من ولده ، وانّ الايمان بالله عين الايمان بالولاية ، والكفر بالله عين الكفر بالولاية ن وكذا العكس (اي الايمان بالولاية مستلزم للايمان بالله والكفربها مستلزم للكفر به) وفي هذا ايضاً استند الى الأخبار النّبويّة المتّفق عليها الفريقان والاحاديث المرويّة من الائمة عليهم السلام ، وهذا النّظروان كان نفي الظّاهر