عليه البهيميّة بمراتبها أو السبعيّة بمراتبها أو الشّيطنة بمراتبها أو الحالة الحاصلة من تركيبها بمراتبها وكان لسانه ويده وسمعه وبصره الات للشّيطان فكان لا يقرأ القرآن الّا بلسان الشّيطان وهو اللّسان المضاف الى نفسه وانانيّته ولا يكتب ولا يسمع ولا يبصر الّا بيد وسمع وبصر كذلك ؛ وفي حقّ أمثاله ورد قوله تعالى (يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ) وقوله (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) يعنى انّ نقوش القرآن وان كانت امرا كلّيا تصدق على كلّ مكتوب منها عند من لا خبرة له بمبادى الأفعال وكيفيّة صدق القرآن على مكتوب البنان لكنّها لا تصدق في نفس الأمر وعند من ينظر الى مبادئ الأفعال الّا على مكتوب يد منسوبة ومسخرّة للرّحمن ، لا على كلّ نقش مشاكل لنقش القرآن صادر من كلّ بنان سواء كانت مسخرّة للشيطان أو الرّحمن وهكذا الحال في قراءة ألفاظ القرآن فانّه لا يكون كلّ ملوىّ باللّسان مشابه للقرآن مصداقا له في نفس الأمر الّا إذا كان مقرّوا بلسان مضاف ومسخرّ للرّحمن لا بلسان مضاف الى نفس القارئ ومسخرّ للشّيطان ، وصاحب هذه الحالة حكم قراءته انّها لا تتجاوز حنجرته بل تكون وبالا عليه وهكذا حكم كتابته واستماعه لآيات القرآن وتكليفه التضرّع الى الله والسؤال منه ان يبصّره آفات ما هو فيه والاستغفار من الله والتّوبة والانابة اليه ولأمثاله قال الأنبياء (ع) اوّل ما قالوا (يا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا) اليه وان كان متوسّطا بين الرّحمانيّة والشّيطانيّة كان له بحسب غلبة كلّ من الحالين حال وحكم وتكليف ، وبحسب استواء الحالين فيه له حكم آخر وصاحب هذه الحالة له عناء كثير وحزن طويل لا يسكن الى مقتضياته الحيوانيّة فيلتذّ بها ولا يلتذّ بمقتضياته العقلانيّة فيطمئنّ إليها ؛ وفي حقّه نزل (يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ).
روز وشب در جنگ واندر كشمكش |
|
كرده چاليش اوّلش با آخرش |
وقد يغلب عليه الجهل والشيطانيّة فيلتحق في قراءته واستماعه بالصّنف الاوّل ، وقد يغلب عليه الرحمانيّة فيلتحق بالصّنف الآتي وقد يبقى فيه اثر من الشّيطان والرّحمن ، فيكون مشركا في قراءته كرجل فيه شركاء متشاكسون وان كان مسخّرا للرّحمن بحيث لم يبق الانانيّة وللشّيطان في عباداته مداخلة بل يكون عباداته بامره تعالى أو بفعله تعالى بحيث لا يكون الفاعل في وجوده الّا الله تعالى ، كان لهذا الصّنف من المسخّر لله تعالى مراتب ودرجات لانّ منهم من هو محجوب عن الله وعن ملائكته وخلفائه ناظر الى امره الّذى وصل اليه بتوسّط خلفائه فاعل لفعله بامره تعالى لا بأمر نفسه فهو يرى الفعل من نفسه والفاعل نفسه لكن يرى نفسه مسخّرة لأمر الله تعالى لا لانانيّة وللشّيطان ، وكذلك أعضاؤه تكون مسخّرة لأمر الله وان كان يرى اضافتها الى نفسه فهي من حيث الفعل مضافة الى امر الله لا الى نفسه فلا يكون هذا القارى ممّن يلوى الكتاب بلسانه بل بلسان امر الله وهكذا حال النّاظر والمستمع والكاتب للكتاب ، لكن ليس شانه في القرائة الّا حكاية قول الله الصّادر من لسان الرّسول (ص) ، فهو في قراءته حاك عن الرّسول (ص) أو عن جبرئيل أو عن الله ان لم يكن له التفات الى وساطة الرسول (ص). ومنهم من يكون من أهل الشّهود لكن لم يتجاوز شهوده عن مشاهدة خلفاء الله تعالى وملائكته وهذا ان لم يبلغ شهوده الى مقام الحلول أو بلغ لكن لم يبلغ حلول الحالّ الى نحو اتّحاد مع المحلّ ، كان مثل سابقه يرى الفعل من نفسه المسخّرة للمشهود وحكمه مثل حكم سابقه ، والفرق بينه وبين سابقة انّ المشهود ان كان هو الرّسول (ص) أو خليفته (ع) أو ملكا من الملائكة كان القارى حينئذ حاكيا لقول الرّسول أو قول الله وقاريا له على مشهوده لحضوره عند مشهوده ولسانه من حيث القرائة لسان امر الله أوامره مشهوده ان كان المشهود امرا له بالقرائة وان