فانّ الفعليّة الشّيطانيّة مرض فوق جميع الأمراض حتّى قيل انّه داء عياء وفي حقّ صاحب الفعليّة العقلانيّة قيل بالفارسية :
«كفر گيرد ملّتى ملّت شود»
لانّ صاحب الفعليّة العقلانيّة لا يكون الّا مؤمنا بالولاية بايعا مع ولىّ امره ولا يكون سيرة هذا المؤمن الّا الهيّة والسيّرة الالهيّة إذا كانت بتصرف العقل كانت ملّة والمخطئ من الملّى مصاب وله أجر ولذلك ورد عن الصّادق (ع) انّ الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القران وقطب جميع الكتب وعليها يستدير محكم القران وبها نوّهت الكتب ويستبين الايمان. وقد امر رسول الله (ص) ان يقتدى بالقرآن وآل محمّد (ص) الحديث وللاشارة الى الفعليّتين وآثارهما قيل بالفارسيّة :
گفت پيغمبر كه أحمق هر كه هست |
|
أو عدوّ ما وغول ره زنست |
هر كه أو عاقل بود أو جان ماست |
|
روح أو وريح أو ريحان ماست |
عقل دشنامم دهد من راضيم |
|
زانكه فيضى دارد از فيّاضيم |
أحمق ار حلوا نهد اندر لبم |
|
من از آن حلواى أو اندر تبم |
مثال ذلك انّ العامل بالتّقيّة كان مصابا ولو لم يكن عمله موافقا لحكم الله في نفس الأمر والتّارك للتّقيّة مخطئ ولو كان عمله موافقا والمأذون من الهنود والقلندرية في الدّعاء والمنطريّات يؤثّر قوله ولو قرء مغلوطا وغير المأذون لا يؤثّر قوله ولو قرء صحيحا فاللّازم للمفسّر بعد تحصيل المقدّمات الّتى ذكرت في الفصول السّابقة ان يفرّ من الشّيطان ويدخل تحت حكم الرّحمن ويسلّم نفسه لأمره تعالى ، فان فسّر بهذه الحالة كان تفسيره حقّا وصوابا وحكمة ونورا رزقنا الله وجميع المؤمنين هذه الحال.
الفصل العاشر
في انّ علم القرآن بتمام مراتبه منحصر في محمّد صلىاللهعليهوآله وأوصيائه الاثنى عشر
وليس لغيرهم الّا بقدر مقامه
قد مضى انّ بطون القران وحقائقه كثيرة متعدّدة وانّ بطنه الأعلى وحقيقته العليا هو محمّديّة محمّد (ص) وعلويّة علىّ (ع) وهو مقام المشيّة الّتى هي فوق الإمكان وكلّ نبىّ ووصىّ كان لا يتجاوز مقامه الإمكان سوى محمّد (ص) وأوصيائه ومن لم يبلغ الى مقام المشيّة لا يعلم ما فيه ولا يبيّن من ذلك المقام شيئا لانّ المفسّر لا يتجاوز في تفسيره حدّ نفسه فكلّ من علم من القرآن شيئا أو فسّر منه شيئا وان بلغ ما بلغ من المقامات لا يكون علمه وتفسيره بالنّسبة الى علم القران الّا كقطرة من بحر محيط فانّ حقيقة القران الّتى هي حقيقة محمّد (ص) وعليّ (ع) هي مقام الإطلاق الّذى لا نهاية له ، والممكن وان كان أشرف الممكنات الّذى هو العقل الكلّى يكون محدودا ولا يتصوّر النّسبة بين المحدود وغير المتناهى الغير المحدود فعلم كلّ عالم ومفسّر للقرآن بالنّسبة الى علم القرآن كقطرة الى البحار ، ولمّا كان مقام محمّد (ص) وعلىّ (ع) وأولاده المعصومين عليهمالسلام مقام المشيّة كان علم القرآن كلّه عندهم وكان عليّ (ع) هو من عنده علم الكتاب كما في الاية بإضافة العلم الى الكتاب المفيد للاستغراق وكان آصف (ع) هو الّذى عنده علم من الكتاب وكان إبراهيم (ع) ابتلاه ربّه بكلمات معدودة لا بجملة الكلمات مع انّه كان أكمل الأنبياء بعد نبيّنا (ص) وكان محمّد (ص) يؤمن بالله وكلماته جميعا كما في قوله تعالى (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ) وكلماته ؛ فانّ الكلمات جمع مضاف