أو بأسه أو يأتيهم الله بحسب مظاهره فانّ إتيان المظاهر إتيان الله بوجه كما قال ولكنّ الله قتلهم ، ولكنّ الله رمى ، ويعذّبهم الله بأيديكم وقد قال علىّ (ع): يا حار همدان من يمت يرنى ؛ والمراد من وقت إتيان الله وقت نزع الرّوح (فِي ظُلَلٍ) جمع الظلّة وهي ما اظلّك (مِنَ الْغَمامِ) على التّشبيه فانّ الأهوال عند الموت ترى كالغمام وسمّى الحساب غماما لا يراثه الغمّ فيناسبه الأهوال (وَالْمَلائِكَةُ) قرئ بالرّفع والجرّ عطفا على الله أو الظّلل أو الغمام. وعن الرّضا (ع) الّا ان يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام قال : وهكذا نزلت (وَقُضِيَ الْأَمْرُ) امرا هلاكهم وهو عطف على ان يأتيهم وأتى بالماضي تأكيدا في تحقّق وقوعه ، ويجوز ان يكون حالا بتقدير قد ، ويجوز ان يراد بالآية المحاسبة يوم القيامة أو الرّجعة ، وقد أشير في الاخبار الى الكلّ.
تحقيق معنى الرّجوع الأمور الى الله تعالى
(وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) يعنى بعد انقضاء الحياة وارتفاع الحجب يظهر انّ الأمور كانت بيد الله ولم يكن لا حديد عليها وانّما كانت أيدى الغير اكماما ليده تعالى ، ولضعف الأبصار في الدّنيا كانوا لا يشاهدون الّا الأكمام ، وبعد ارتفاع الحجب عن الأبصار وقوّتها تشاهد انّ الكلّ كانت اكماما والفاعل كان يده تعالى وان لا امر بيد غيره تعالى ، واستعمال الرّجوع الّذى هو الانتهاء الى الابتداء تدريجا للاشارة الى هذا المعنى يعنى كلّما ارتفع حجاب عن أبصارهم شاهدوا فاعلا آخر للأمور حتّى ارتفع الحجب تماما فيشاهدوا ان لا فاعل سواه وان لا امر من غيره (سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ) تهديد آخر للامّة على طريق التّعريض فانّ الكناية والتّعريض أبلغ من التّصريح.
خوشتر آن باشد كه سرّ دلبران |
|
گفته آيد در حديث ديگران |
(كَمْ آتَيْناهُمْ) على أيدي أنبيائهم أو مطلقا (مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ) حجّة واضحة على صحّة نبوّة أنبيائهم (ع) كما آتينا أمّتك آيات بيّنات دالّات على صدق نبوّتك وخلافة خليفتك أو كم آتيناهم من آية تدوينيّة في كتبهم دالّة على صحّة نبوّة أنبيائهم وصحّة نبوّتك وخلافة وصيّك كما آتينا أمّتك آيات دالّة على ذلك فكأنّه قال : سل بنى إسرائيل كم آتيناهم من آية دالّة على ولاية علىّ (ع) فانّها النتيجة حتّى تذكر أمّتك بالآيات التكوينيّة والتدوينيّة واخبارك الدّالّة على ولايته ، ثمّ هدّدهم بانّ من بدّل ولاية علىّ (ع) بالكفران فله العقوبة فلا تبدّلوا ولايته كما بدّل بنو إسرائيل (وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ) الآيات الهاديات بتبديل حيثيّة هدايتها بحيثيّة اضلالها ، ولمّا كان أصل النّعمة وحقيقتها وفرعها ومنبعها ولاية علىّ (ع) جاز ان يقال : ومن يبدّل مدلول الآيات الّذى هو ولاية علىّ (ع) وهي النّعمة بحقيقتها بالكفران (مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ) فلا يأمن من عذاب الله (فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) فهو من اقامة السّبب مقام الجزاء (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا) بالولاية بعد وضوح الحجّة استيناف جواب لسؤال مقدّر كأنّه قيل : لم كفروا وبدّلوا مع مجيء الآيات وعقوبة المبدّل؟ ـ فقال: لانّه زيّن للّذين كفروا (الْحَياةُ الدُّنْيا) وبتزيّنها صرف انظارهم عن الآخرة وعمّا يؤدّى إليها فاحتجبوا عن الآيات مع كمال وضوحها مثل من توغّل في امر فانّه لا يستشعر بمن رآه وما رآه مع كمال ظهور المرئىّ فيستغرب من زيّن له الحيوة الدّنيا الانصراف عنها والتّوجّه الى غيرها ويعدّون من اشتغل بمدلول الآيات وآمن بالولاية مجنونا (وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) بالبيعة الخاصّة وقبول الولاية عطف على جملة زيّن