تسمّى بعلىّ (ع) ، وبهذين الاعتبارين تسمّى بالعرش والكرسىّ ولها أسماء أخر غير هذه ، ومرتبة منه عالم المجرّدات ذاتا وفعلا وينقسم الى العقول والأرواح المعبّر عنهما في لسان الشّريعة بالملائكة المهيمنين وبالصّافّات صفّا ، ويسمّيهما الفلاسفة بالعقول الطّوليّة والعقول العرضيّة ، وأرباب الأنواع وأرباب الطّلسمات في اصطلاح حكماء الفرس الّتى قرّرها الشرع عبارة عن العقول العرضيّة ، ومرتبة منه عالم المجرّدات في الذّات لا في الفعل وتسمّى بالمدبّرات امرا ، وينقسم الى النّفوس الكليّة والنّفوس الجزئيّة يعنى اللّوح المحفوظ ولوح المحو والإثبات ، ومرتبة منه عالم المثال النّازل المعبّر عنه بجا بلقا الواقع في جانب المغرب وفيه صورة كلّ ما في عالم الطّبع بنحو أعلى وأشرف ، وظهور المحو والإثبات اللّذين في النّفوس الجزئيّة في هذا العالم ، والبداء الّذى ذكر في الاخبار هو في هذا العالم ، وقوله تعالى : ما تردّدت في شيء كتردّدى في قبض روح عبدي المؤمن ؛ انّما يظهر في هذا العالم ، والرّؤيا الصّادقة تكون بالاتّصال بهذا العالم وشهود ما سيقع بصورته فيه محتاجة الى التّعبير أو غير محتاجة ، ومرتبة منه عالم المادّيات من سماواته وسماويّاته وعنصره وعنصريّاته ، وهذا العالم مجمع الاضداد ومورد المتخالفات ومصدر المتباغضات ومصرع الهلكى ومصعد السّعداء ، وفيه وقع تعليم آدم الأسماء وخلافته على ما في الأرض والسّماء ، ومرتبة منه عالم الجنّة والشّياطين وهو أسفل العوالم وأبعدها عن الله وهو محلّ الأشقياء من الإنسان وفيه الجحيم وعذاب الأشرار وهو في مقابل المثال العالي ، ووجود الجنّة والشّياطين كوجود الملائكة الّذين هم ذووا الاجنحة مجرّد عن المادّة ؛ ولذا يقدرون على التّشكّل بالاشكال المختلفة والتّصرّف في عالم الطّبع مثل الملائكة ، ويتراءى انّهم أقوى وجودا من عالم الطّبع لتجرّدهم عن التّقيّد بالمادّة والمكان والزّمان واطّلاعهم على ما لا يطّلع عليه الإنسان من الماضي والآتي وممّا لم يكن حاضرا في مكانهم ، لكنّ العناصر والعنصريّات للاستعداد للخروج عن التّقيّد بالزّمان والمكان والمادّة والتحاقهم بالملإ الأعلى والمقرّبين من الله أقوى وجودا وأقرب من الله ، وينقسم أهل الملكوت السّفلىّ الى من هو في غاية البعد عن الله وعن استعداد قبول رحمة الله بحيث كأنّ الحرمان عن الرّحمة ذاتىّ له وهم الشّياطين وذرّيّتهم والى من هو ليس في غاية البعد عن المادّة واستعدادها للرّحمة وهم الجنّة ، وهذا العالم تحت عالم الطّبع كما انّ عالم الملائكة فوقه ، وفي الاخبار إشارات الى ما ذكرنا من عالم الجنّة وصفاتها وأقسامها وهذا آخر العوالم في نزول الوجود من الله ، وامّا في صعود الوجود الى ما منه بدئ فالمبدأ المادّة والعناصر وان كان الجنّة والشّياطين قد يتقرّبون ويتصاعدون عن مهابطهم البعيدة لكن صعودهم الى حدّ محدود لا يتجاوزونه بخلاف صعود المادّيّات فانّه لا حدّ لها ولا وقوف ، واولى درجات صعود العناصر امتزاجها وكسر سورة كلّ بحيث ارتفع التّمييز بينها ، وثانيتها حصول المزاج والصّورة النّوعيّة فيها والوحدة الحقيقيّة لها ويسمّى الحاصل جمادا ؛ وهو امّا واقف أو واقع في طريق النّبات ، وثالثتها حصول النّفس النّباتيّة فيها وظهور آثار مختلفة وافعال متخالفة عنها ويسمّى الحاصل نباتا وهو امّا بشرط لا أو لا بشرط شيء في طريق الحيوان ، ورابعتها حصول النّفس الحيوانيّة فيها وظهور الحسّ والحركة الاراديّة عنها ؛ والحاصل امّا موقوف على حدّ أو غير موقوف بل واقع في طريق الإنسان ، وخامستها حصول النّفس الانسانيّة وظهور الإدراكات الكلّيّة عنها ، ولا وقوف للحاصل بحسب التّكوين ان كان بحسب الاختيار لأفراده وقوفات عدد وقوفات أنواع الجماد والنّبات والحيوان ، وعدد وقوفات افراد كلّ نوع منها ، ومقامات صعود نفس الإنسان ودرجات عروجها بعد ذلك غير متناهية ، واوّل مقامات صعودها بعد ذلك عروجها الى الملكوت العليا بدرجاتها ، أو نزولها الى الملكوت السّفلى بدركاتها ، والملكوت الحاصلة بعد صعود العناصر عن المقام البشرىّ يسمىّ بجابلسا وهو مقابل لجابلقا ، وجميع