مقدمة التّفسير
خود طواف آنكه أو شه بين بود |
|
فوق قهر ولطف وكفر ودين بود |
زان نيامد يك عبارت در جهان |
|
بس نهانست ونهانست ونهان |
زانكه اين أسماء وألفاظ حميد |
|
از گلابه آدمي آمد پديد |
علّم الأسماء بد آدم را امام |
|
ليك نى اندر لباس عين ولام |
چون نهاد آن آب وگل بر سر كلاه |
|
گشت آن أسماء جانى رو سياه |
كه نقاب حرف دم در خود كشيد |
|
تا شود بر آب وگل معنى پديد |
فعلى هذا كان القران بنقوشه وألفاظه ظهورا للحقّ الاوّل تعالى بأسمائه وصفاته في كلامه وخطابه رأفة بعباده وعليهم ان يعظّموه ويطهّروا ظواهرهم عند قراءته من الأنجاس والاخباث وممّا لا يرتضيه الانظار ، وبواطنهم من الاحداث بالغسل والغسل أو الوضوء أو التيمّم ، ونفوسهم من الانانيّة الّتى هي ظهور الشّيطان ومختفى فضلاته بالتّواضع تحت كبرياء الرّحمن والخشوع تحت عظمته الظاهرة في كلامه ، وان يتحزّنوا لقراءته وسماعه ، ويرقّ نفوسهم عنده ويبكوا ويزيدوا خشوعا ، وقوله تعالى (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) بالاخبار للاشعار بانّه لا ينبغي مسيس نقوشه وحروفه الّا بطهارة الظّاهر من الاخباث والاحداث ، ولا يمكن مسيس باطنه ومقصوده ولا الاتّصال بلطائفه وحقائقه ولا استفاضة علومه وبركاته الّا بطهارة الباطن من الرّذائل والارجاس والشّكوك والرّيبة والوسواس ، ومن العلوم العاديّة والعقائد العاميّة التّقليديّة المأخوذة من النّاس. وقوله (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً) في مقام المدح اشارة الى استحباب التّواضع والبكاء والخشوع عند القراءة والاستماع للقرآن وعن الصّادق (ع) انّه قال القران نزل بالحزن فاقرأوه بالحزن وقال الفيض قدسسره في تفسير الصّافى وفي مصباح الشّريعة عن الصّادق (ع) انّه قال ، (ع) قال النّبى (ص) لكلّ شيء حلية وحلية القرآن الصّوت الحسن وعنه (ع) انّه قال من قرء القران ولم يخضع له ولم يرقّ عليه ولم يغش حزنا أو وجلا في سرّه فقد استهان بعظم شأن الله وخسر خسرانا مبينا فقارئ القرآن يحتاج الى ثلاثة أشياء قلب خاشع وبدن فارغ وموضع خال ؛ فاذا خشع لله قلبه فرّ منه الشّيطان الرّحيم ، وإذا تفرّغ نفسه من الأسباب تجرّد قلبه للقراءة فلا يعترضه عارض فيحرمه نور القران وفوائده ، وإذا اتّخذ مجلسا خاليا واعتزل من الخلق بعد ان أتى بالخصلتين الأوليين استأنس روحه وسرّه بالله ووجد حلاوة مخاطبات الله عباده الصّالحين وعلم لطفه بهم ومقام اختصاصه لهم بقبول كراماته وبدائع إشاراته فاذا شرب كأسا من هذا المشرب فحينئذ لا يختار على ذلك الحال حالا وعلى ذلك الوقت وقتا بل يؤثره على كلّ طاعة وعبادة لانّ فيه المناجاة مع الرّبّ بلا واسطة فانظر كيف تقرأ كتاب ربّك ومنشور ولايتك ، وكيف تجيب أوامره ونواهيه ، وكيف تمتثل حدوده فانّه كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، فرتّله ترتيلا وقف عند وعده ووعيده وتفكّر في أمثاله ومواعظه واحذر ان تقع من إقامتك حروفه في اضاعة حدوده. وعنه (ع) انّه قال والله لقد تجلّى الله لخلقه في كلامه ولكن لا يبصرون هذا ما أشير اليه في الاخبار والآيات. لكن نقول لمّا كان الإنسان بمنطوق قوله تعالى (عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) منطويا فيه جميع مراتب الموجودات بالقوّة وله بحسب كلّ مرتبة إذا صارت فيه بالفعل حال وحكم وتكليف ؛ كان له بحسب تلك المراتب أحوال مختلفة تختلف أحكامها ؛ وجملة المراتب منطوية في الشّيطانية والرّحمانيّة والحالة المتوسّطة بينهما لانّه ان كان مسخّرا للشّيطان بحيث لم يبق فيه تصرّف الرّحمن كان مظهرا للشّيطان سواء كان الغالب