قواه وجنوده وهو تأكيد لمفهوم توفّته بحسب المعنى (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ) كما جاؤا منه (مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ) يومئذ أو مطلقا (وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) يعنى الزمهم الإقرار (تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً) جهرا (وَخُفْيَةً) سرّا قائلين (لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ قُلْ) تهديدا لهم (هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ) كما بعث على قوم لوط بامطار الأحجار (أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) كغرق فرعون وقومه وخسف قارون (أَوْ يَلْبِسَكُمْ) يخلطكم (شِيَعاً) فرقا مختلفي المسلك متخالفى الأهواء كلّ فرقة مشايعة لإمام (وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) بالمقاتلة والمدافعة والسّرقة وقطع الطّريق (انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) آيات قدرتنا على التّفضّل على المؤمنين والانتقام من الكافرين عن الصّادق (ع) من فوقكم من السّلاطين الظّلمة ومن تحت أرجلكم العبيد السّوء ومن لا خير فيه ، ويلبسكم شيعا يضرب بعضكم ببعض بما يلقيه بينكم من العداوة والعصبيّة ويذيق بعضكم بأس بعض هو سوء الجوار ، وأمثال هذا الخبر تريك طريق التّعميم في الآيات وفي الألفاظ بما أمكن ووسع اللّفظ (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ) اى بكونه قادرا أو بعلىّ (ع) أو بالعذاب أو بالقرآن الّذى فيه ذكره (وَهُوَ الْحَقُ) المتحقّق (قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) حتّى أمنعكم من التّكذيب وانّما علىّ التّبليغ (لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ) يعنى لكلّ خبر وقت وهو كالمثل في العرب (وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) أو ان وقوعه (وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ) الخوض الإمعان في السّير في البرّ كان أو في البحر والأكثر استعماله في الماء والمراد به هاهنا الإمعان في سير النّظر (فِي آياتِنا) التّدوينيّة والتّكوينيّة وأعظمها الولاية ، وعن الباقر (ع) في هذه الآية قال : الكلام في الله والجدال في القرآن قال منه القصّاص (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ) النّهى عن القعود معهم (فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) اشارة الى انّ من يخوض في الآيات يشتغل عن نفسه ومن اشتغل عن نفسه فهو ظالم على انّ خوضه دليل عدم انقياده وهو ظلم آخر (وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ) الخوض في الآيات وان اتّفق جلوسهم نسيانا معهم (مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) ممّا يحاسبون عليه من قبائح أعمالهم (وَلكِنْ ذِكْرى) ولكن عليهم ان يذكّروهم قبح الخوض ويمنعوهم منه بقدر ما يمكنهم (لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) الخوض ، فلا يذكروا الآيات بما فيه ازدراء ولا يقعوا في ضلالته وعقوبته ، عن الباقر (ع) فلمّا نزلت (فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) قال المسلمون : كيف نصنع ان كان كلّما استهزء المشركون قمنا وتركناهم فلا ندخل إذا المسجد الحرام ولا نطوف بالبيت الحرام ..!؟ فأنزل الله تعالى : (وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) امر بتذكيرهم وتبصيرهم ما استطاعوا (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً) اللّعب ما لم يكن له غاية عقليّة ولكن كان له غاية خياليّة كلعب الأطفال ، واللهو ما لم يكن له غاية عقليّة ولا خياليّة وان كان له غاية خفيّة كامضاء عادة مثلا ، والمقصود عدم التّعرّض لمن أخذ دينه بخياله ولا يتصوّر له غاية سوى الغايات الخياليّة الدّنيويّة من الجاه والمناصب أو الصحّة والسّعة أو التّوافق مع الإقران أو التّفوّق على الأمثال أو التّنعّم في الآخرة