السّور عبارة عن مراتب العالم الصّغير أو الكبير أو مراتب النّبوّة أو الرّسالة أو الولاية أو مراتب وجوده (ص) كما ورد ، انّها أسماء للنّبىّ (ص) أو كان المراد بها القرآن أو السّور المفتتحة بها ، كما فصّل ذلك في اوّل البقرة فلفظ كتاب خبر عن المص أو خبر مبتدء محذوف ، أو مبتدء خبر محذوف ، أو مبتدء موصوف متضمّن لمعنى الشّرط وخبره قوله فلا يكن أو لتنذر ويجرى فيه وجوه أخر كما سبق (أُنْزِلَ إِلَيْكَ) صفة لكتاب ، أو خبر بعد خبر ، أو استيناف لبيان الغرض منه ولمّا كان المقصود ترتّب النّهى عن وجود الحرج على نزول الكتاب المعلوم الّذى هو أصل كلّ النّعم وحقيقتها قال تعالى (فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ) قبل تمام الكلام بذكر الغاية ولو اخّره لا وهم ترتّبه على غايته وهي الإنذار (لِتُنْذِرَ بِهِ) المنحرفين والكفّار بالله أو بالولاية أو بما في الكتاب (وَذِكْرى) لتذكّر تذكيرا فانّه اسم للتّذكير وقائم مقام الفعل وعطف على لتنذر أو على تنذر أو هو بنفسه عطف على تنذر لانّه بتأويل الإنذار أو على كتاب أو على انزل بتأويل معنى الوصف ، أو خبر مبتدء محذوف (لِلْمُؤْمِنِينَ) بالله بالايمان العامّ الّذى هو البيعة على يدك وهو الايمان بك ، أو بالايمان الخاصّ الّذى هو البيعة الولويّة وهو الايمان بالولاية ، ثمّ صرف الخطاب عنه (ص) إلى قومه (ص) فقال (اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) من الكتاب الّذى هو صورة الولاية الّتى كانت متّحدة مع علىّ (ع) بقرينة قوله (وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ) اى من دون ما انزل فانّه ظاهر اللّفظ (أَوْلِياءَ) من شياطين الانس الّذين ما نزل إليكم من ربّكم فيهم شيء (قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) تحسّر عليهم لقلّة تذكّرهم (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا) من قبيل عطف التّفصيل على الإجمال أو بتقدير أردنا اهلاكها (بَياتاً) وقت غفلة وراحة (أَوْ هُمْ قائِلُونَ) في النّهار وهو أيضا وقت دعة وراحة (فَما كانَ دَعْواهُمْ) اى استغاثتهم أو ادّعاؤهم حين نزول العذاب على سبيل التّهكّم يعنى انّ دعواهم قبل ذلك انّ آلهتهم شفعاءهم وانّ الآلهة تدفع عنهم الضّرّ وتجلب إليهم النّفع فيتبدّل تلك الدّعوى وما كان دعواهم (إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلَّا أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) الّا الاعتراف بالظّلم (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ) من أمم الأنبياء عن كيفيّة تبليغ الرّسل واجابتهم لهم واطاعتهم ايّاهم (وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) عن تبليغهم وكيفيّة اجابة أممهم (فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ) على الرّسل والمرسل إليهم (بِعِلْمٍ) يعنى انّ المقصود من سؤالهم تذكيرهم بما وقع منهم وتبكيت المخالف منهم ، والّا فنحن نعلم جميع ذلك ونقصّ عليهم تمام ما وقع منهم (وَما كُنَّا غائِبِينَ) عنهم حين فعلوا ما فعلوا ، أتى بما يوافق مقام التّهديد متدرّجا من الأدنى الى الأعلى (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُ) الوزن تعيين قدر الشّيء ووزن كلّ شيء بحسبه وكذا ميزانه ، وتبادر تحديد الأجسام الثّقيلة من لفظ الوزن وما به يوزن الأجسام الثّقيلة من الميزان بسبب شيوعه بين العامّة والّا فلا اختصاص له بها فميزان الأجسام الثّقيلة هو ذو الكفّتين والقبّان والكيل وميزان المتكمّمات القارّة الشّبر والّذرع والفرسخ ، وميزان الغير القارّة السّاعات والايّام والشّهور والأعوام ، وميزان المغشوش من الفلزّات وغيره المحكّ والنّار ، وميزان الأعمال صحيحها وسقيمها العقل ، ولا سيّما العقل الكامل اعنى النبىّ (ص) والولىّ (ع) ، وما أسّسنا لتحديد الأفعال والأقوال والأحوال والعقائد وسائر العلوم فميزان الأعمال القالبيّة المعاشيّة هو العقل الجزئى المدبّر لدفع الضّرّ وجلب النّفع ، وميزان المعاديّة منها هو الاتّصال بالنّبىّ (ص) بالكيفيّة المخصوصة