وانّه بزداد وينقص (وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) عطف على جملة الشّرط والجزاء الواقعة صلة لعدم تقيّده بحين دون حين وللاشارة الى انّ التّوكّل لا بدّ وان يحصل آنا فآنا أتى بالمضارع دون الماضي (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) اشارة الى وصفي الايمان من التّولّى المعبّر عنه بالصّلوة والتّبرّى المعبّر عنه بالزّكوة ، والإنفاق وهما أساسا جملة الأعمال الصّالحة البدنيّة وهو بدل من الموصول أو مبتدء مستأنف وخبره الجملة الآتية أو هو خبر مبتدء محذوف جوابا لسؤال مقدّر (أُولئِكَ) الموصوفون بما ذكر ، والإتيان باسم الاشارة البعيدة لاحضارهم بالأوصاف المذكورة ليكون كالتّعليل للحكم وتعظيما لهم (هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) ضمير الفصل وتعريف المسند للحصر والتّأكيد ، يعنى انّ هؤلاء الّذين قرنوا بين صورة الايمان العامّ الّتى هي البيعة مع النّبىّ (ص) بالبيعة العامّة وحقيقته الّتى تظهر بآثاره المذكورة الّتى هي تأثّر القلوب من آثار من آمنوا به وهو من لوازم المحبّة الّتى هي من لوازم صفاته الجماليّة والإقرار به وتفويض الأمور اليه الّذى هو من آثار صفاته الجلاليّة ، هم المؤمنون الّذين لا يشكّ في ايمانهم لا البائعون بالبيعة العامّة فقط من غير التّحقّق بحقيقته فانّ ايمانهم مشكوك فيه (لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ) خبر بعد خبر أو حال أو استيناف جوابا لسؤال مقدّر (وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) ذكر أوصافا ثلاثة لهم هي أمّهات ما يطلبه الإنسان ، الاوّل سعة المقام ولوازمها وللاشارة الى انّ الدّرجات ليست مغايرة لذواتهم بل هي شؤنهم وسعة ذواتهم قال تعالى في آية اخرى ؛ (هُمْ دَرَجاتٌ) ، والثّانى ستر المساوى وما يلحقه منها ، والثّالث وجدان ما يحتاج اليه (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِ) بالغاية الحقّة الثّابتة وهو إعلاء الدّين وإعزاز المؤمنين وانهزام المشركين أو متلبّسا بالحقّ الّذى هو الولاية أو متسبّبا عن الحقّ الّذى هو الولاية وهو كلام مستأنف لبيان ضعف يقينهم كما انّ ما سبق أيضا كان لبيان ضعف يقينهم ، والمراد بالإخراج الإخراج من مكّة أو من المدينة لعير قريش وغز وبدر فانّهم كرهوا خروجه لعدم عدّتهم وهو متعلّق بقوله : (يُجادِلُونَكَ) يعنى كما كرهوا ان أخرجك ربّك من بيتك بالحقّ يكرهون القتال مجادلين فيه كأنّما يساقون حين الّذهاب الى القتال الى الموت ، والاحتمالات الاخر في تركيبه بعيدة من سوق الكلام فانّه مسوق لتمثيل حالهم في كراهة القتال جهلا بعاقبته بحالهم في كراهة الخروج جهلا بعاقبته وفي الاخبار اشارة الى انّه منقطع عمّا قبله منزل وحده (وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ) الجملة حاليّة (يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِ) الّذى يستتبع غاية حقّة متحقّقة وهو القتال الّذى به ارتفع امر المؤمنين وتقوّوا بالغلبة وأخذ الغنيمة وهو قتال البدر (بَعْدَ ما تَبَيَّنَ) الحقّ باعلام الرّسول انّ الغلبة لهم ومشاهدة صدق اخباره في موارد عديدة (كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ) اى الى الموت وذلك انّه أخبرهم الرّسول (ص) بعير قريش وانّ الله وعدهم عير قريش فخرجوا من المدينة ، ثمّ أخبرهم انّ قريشا خرجوا لحماية العير وانّ الله وعده النّصرة على قريش فكرهوا معارضة قريش لقلّة عددهم وعددهم فجادلوه في ذلك لضعف يقينهم (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ) عطف على بعد ما تبيّن أو بتقدير اذكروا عطف على جملة (كَما أَخْرَجَكَ) (الى آخر الآية) فانّه في معنى اذكروا وقت خروجكم ومجادلتكم كأنّه قال : اذكروا إذ أخرج الله نبيّه (ص) من بيته وكراهتكم له والحال انّ فيما كرهتموه إعلاء كلمتكم واذكروا إذ يعدكم الله (إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ) وتكرهون قريشا (وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ