(فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ) من استفهاميّة مفعول تعلمون والفعل معلّق عنها ويخزيه صفة عذاب (وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ) عطف على يأتيه أو موصولة مفعولا لتعلمون بمعنى تعرفون وباقي أجزاء الجملة كما ذكر أو موصولة مفعولا اوّلا لتعلمون ويخزيه مفعول ثان ويحلّ عطف على يخزيه أو موصولة مبتدء ويخزيه خبرها ويحلّ عطف عليه والجملة مستأنفة وتعلمون مطلق عن المفعول (حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا) غاية لقوله قال ان تسخروا الآية أو لقوله ويصنع الفلك (وَفارَ التَّنُّورُ) في التّنّور وموضعه وفورانه وموضعه أقوال والحمل على الظّاهر أظهر ، وموضع التّنور معروف في مسجد الكوفة اليوم وتفصيل نبع الماء وقصّة نوح (ع) وقومه والاختلاف في التّنور وموضعه ونبع الماء منه مذكورة في المفصّلات وإجمال الصّافى والمجمع يكفى للتّبصّر (قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ) ومن سبق عليه القول هي امرأته الخائنة امّ كنعان كما قيل (وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها) قرئ كلاهما بضمّ الميم وفتح الرّاء والسّين وقرئ بفتح الميم وفتح الرّاء والسّين وقرئ الاوّل فقط بفتح الميم وكسر الرّاء وهما امّا منصوبان على الظّرفيّة سواء أريد بهما المكان أو الزّمان أو المعنى المصدرىّ أو مرفوعان فاعلين لقوله بسم الله أو مبتدئين وخبرهما بسم الله وبسم الله ظرف لغو متعلّق باركبوا ومجريها يكون منصوبا على الظّرفيّة أو مستقرّ حال من الضّمير المجرور ومجريها فاعله أو من فاعل اركبوا بتقدير لكم حتّى يتمّ الرّبط أو مستقرّ خبر لمجريها والجملة امّا حال من الضّمير الفاعل بتقدير لكم أو من الضّمير المجرور أو مستأنفة جوابا لسؤال مقدّر عن حال السّفينة أو عن علّة الأمر بالرّكوب ، وورد انّهم كلّما أرادوا جريها قالوا بسم الله مجريها وكلّما أرادوا ارساءها قالوا بسم الله مرسيها ، وعلى هذا فالمناسب ان يكون جملة بسم الله مجريها محكيّا لقول محذوف والتّقدير اركبوا قائلين بسم الله سواء قدّر مجريها مبتدء أو منصوبا على الظّرفيّة (إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) فمن تلبّس باسمه أدركته مغفرته ورحمته (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ) وورد في الاخبار انّه لم يكن ابنه انّما كان ابن امرأته وفي لغة طىّ يقال لابن المرأة ابنه بفتح الهاء وقد ورد قراءة علىّ (ع) والباقر (ع) والصّادق (ع) بفتح الهاء وروى ابنها والضّمير لامرأته (قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ) الّا من كان شأنه الرّحمة وهو الله أو من كان خليفة له أو الّا مكان من رحمة الله يعنى السّفينة أو العاصم بمنى المعصوم أو الاستثناء منقطع أو العامل والمستثنى منه محذوف اى فليس اليوم معصوم من امر الله الّا من رحمهالله (وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ) فصار (مِنَ الْمُغْرَقِينَ وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِ) اختلف في تعيين الجودىّ فقيل : انّه بناحية آمل ، وقيل : بقرب جزيرة الموصل ، وقيل : بالشّام ، وفسّر بفرات الكوفة ، وقيل : انّه اسم لكلّ جبل وارض صلبة وكذلك اختلف في مدّة كون نوح (ع) في السّفينة ، فورد انّها كانت سبعة ايّام بلياليها ، وقيل : كانت مائة وخمسين يوما ، وقيل : اوّلها كان عاشر رجب وآخرها عاشر محرّم ، ولا يخفى حسن نظم الآية وقد ذكروا وجوها عديدة بيانيّة وبديعيّة