سورة يوسف
مكّيّة ، وقيل : غير اربع آيات نزلن بالمدينة ثلاث من اوّلها والرّابعة :
(لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الر) قد سبق انّ تلك الحروف تعبير عن مراتب العالم أو مراتب وجوده (ص) المشهودة له حين انسلاخه عن غواشي الطّبع ولذلك عدّت من أسمائه (ص) فصحّ جعلها مناداة وجعلها مبتدء وما بعدها خبرها وجعلها منقطعة غير عاملة ولا معمولة لمحض إظهار تلك المراتب في نظره وعلى وجه الابتداء فقوله (تِلْكَ) بدل منها و (آياتُ الْكِتابِ) خبرها أو تلك مبتدء ثان وآيات الكتاب (الْمُبِينِ) خبره والجملة خبرها والمبين بمعنى الظّاهر أو المظهر والمراد القلم العالي أو اللّوح الكلّىّ أو عالم المثال أو عالم الطّبع أو القرآن أو جملة العالم (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) اى الكتاب في صورة الحروف والنّقوش (قُرْآناً) جامعا لجهتى الوحدة والكثرة والأمر والخلق (عَرَبِيًّا) بلغة العرب أو عربيّا ذا علم وفقه لا اعرابيّا ذا جهل وسبعيّة وبهيميّة (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) اى يسهل عليكم تعقّله لكونه بلغتكم أو تصيرون ذا عقل وفقه لاشتماله على ما يحصل به عقل وفقه (نَحْنُ نَقُصُ) نملي (عَلَيْكَ) لا غيرنا على ان يكون تقديم المسند اليه لافادة الحصر والمقصود النّهى عن الإصغاء الى الغير بايّاك اعنى واسمعي يا جارة ، أو المقصود النّهى عن النّظر الى الواسطة من الملك الآتي به (أَحْسَنَ الْقَصَصِ) إملاء أحسن من كلّ إملاء ، واحسنيّة الاقتصاص امّا بأحسنيّة اللّفظ المقتصّ به أو بأحسنيّة الاخبار المقتصّة لا غريبيّتها أو ابعديّتها عن الأذهان أو اكثريّة فوائدها وانفعيّتها أو احسنيّة موضوعاتها ، أو كون محمولاتها أشهى وألذّ عند النّفس ولا يخفى انّ الكلّ مجتمعة في القرآن خصوصا في سورة يوسف (ع) وقد ذكر لا حسنيّة قصّة يوسف أوجه أخر ما ذكرنا أوجهها والمقصود اقتصاص جملة القرآن لانّ فيه اخبار الأنبياء (ع) والأخيار والأشرار أو اقتصاص سورة يوسف (ع) (بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ) جملة القرآن أو سورة يوسف (ع) فانّ القرآن كان اسما لما نزل عليه (ص) آية كان أو سورة أو جملة القرآن ثمّ غلّب على المجموع بكثرة الاستعمال وهو مفعول