بيلن السعادة
آنچه معشوقست صورت نيست آن |
|
خواه عشق اين جهان خواه آن جهان |
آنچه بر صورت تو عاشق گشته |
|
چون برون شد جان چرايش هشته |
صورتش برجاست اين زشتى ز چيست |
|
عاشقا وا بين كه معشوق تو كيست |
آنچه محسوس است اگر معشوقه است |
|
عاشق استى هر كه أو را حسّ هست |
چون وفا آن عشق افزون ميكند |
|
كى وفا صورت دگرگون ميكند |
وغايته قد علم انّها التّجرّد من مقتضيات الشّهوة والغضب ومن ادناس الدّنيا والتّعلّق بالآخرة بل بالله ولا شرف أشرف منها ، فعلم انّ المحبّة الشّديدة للاوجه الحسان من الخصائل الشّريفة وقد يعرضها ما تصير بسببه مذمومة كتعشّق المقرّبين وافتتانهم بالصّور الملاح أو السّماع ، فانّ هذا العشق من أوصاف الاواسط وأصحاب اليمين وهو سيّئة بالنّسبة الى المقرّبين. وقد نقل عن بعض الكمّلين من المشايخ افتتانهم بالسّماع أو الأوجه الحسان ، ومثل تعشّق من اشتدّ بتعشّقه نار الشّهوة سواء كان نفسه البهيميّة غالبة على نفسه الانسانيّة أو مغلوبة ، فانّه بسبب اشتداد الشّهوة واقتضاء الفجور يصير مذموما عقلا وذوقا وحراما شرعا. ولمّا كان عشق أكثر الخلق مورثا لاشتعال نار الشّهوة ومؤدّيا بهم الى الفجور ورد النّهى عن النّظر الى الامارد والتّشبّب بالاجانبة وذمّ أهل الذّوق ذلك كما قال المولوىّ :
عشقهائى كز پى رنگى بود |
|
عشق نبود عاقبت ننگى بود |
ولا يوجد آثار العشق الممدوح في ذلك بل هو من توابع الشّره المذموم ، وعشق زليخا وان كانت البهيميّة أخذت منه حظّها واستدعت الفجور كما يدلّ عليه ظواهر الآيات والاخبار ، لكنّ الانسانيّة كانت غالبة والعشق نشأ منها والبهيميّة أخذت حظّا منه تبعا ولذا كانت كاتمة له سبع سنين وانتهى العشق بها الى الانسلاخ ممّا كانت مقيّدة به من الافتتان بصورة يوسف (ع) والى الافتتان بالمعشوق الحقيقىّ فارّة من المعشوق المجازىّ.
بيان البرهان الّذى رآه يوسف (ع)
(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ) بمخالطته وقصدت الفجور (وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ) همّ بها في المعنى جزاء للولا كأنّه قال : لولا ان راى برهان ربّه لهمّ بها يعنى انّ ترك الهمّة منه كان مسبّبا عن رؤية برهان الرّبّ لا عن امر آخر من عنن وضعف أو مانع ، وتقديم الجزاء لا يهام تحقّق الهمّة اشعارا بقوّة المقتضى من حيث بشريّته وعدم المانع من قبلها بل شدّة الاقتضاء منها وعدم مانع آخر لكونهما في بيت خال من الأغيار وعدم احتمال دخول النّظّار وهذا غاية المدح له (ع) وقيل : الكلام ليس على تقدير التّقديم والتّأخير والمعنى وهمّ بها لو لا ان راى برهان ربّه لعزم على المخالطة أو لفعل ، لكنّ الهمّة عبارة عن الشّهوة الفطريّة والرّغبة الاضطراريّة والخطرة القلبيّة الّتى لا مدخليّة للاختيار فيها وهو بعيد عن مفهوم الهمّة لغة وعرفا ، فان المتبادر من الهمّة هيجان النّفس للفعل بعد تصوّره والرّغبة فيه اختيارا وهو بعيد عن عصمة الأنبياء وحرمتهم (ع). وورد في الاخبار ما يشعر بعدم تقدير التّأخير لكن فرّق بين الهمّتين وانّ المعنى ولقد همّت بمخالطته وهمّ بالفرار أو بقتلها لو الجأتها أو بدفعها أو بوعظها لولا ان رأى برهان ربّه لهمّ بمخالطتها بحسب بشريّته ، وقالت جماعة من المعترفين بجواز الخطاء على الأنبياء (ع) : انّه همّ بمخالطتها وقالوا ما لا يليق بأدنى عبد من عباد الله ممّا لا ينبغي ذكره. ونسبوا الى الباقر (ع) انّه نقل عن أمير المؤمنين (ع) انّه همّ ان يحلّ التّكّة ، وذكر انّ يوسف (ع) حين قال إظهارا لطهارته ذلك ليعلم انّى لم أخنه بالغيب نزل جبرئيل (ع) وقال : ولا حين هممت يا يوسف؟ فقال يوسف (ع) وما ابرّئ نفسي انّ النّفس لامّارة بالسّوء ، وحاشا مقام النّبوّة عن التّلوّث بأمثال هذه الخطايا ، والعجب انّهم يذكرون انّ الله تعالى أخذ يوسف (ع) حين