هو ملكوت ولىّ الأمر ، وابتغاؤه عبارة عن طلب انفتاح باب القلب حتّى يظهر ويتمثّل له ولىّ الأمر بملكوته والصّبر لذلك الابتغاء ان لا ينصرف عن ذكره القلبىّ الخفىّ أو اللّسانىّ الجلىّ ، والصبر عليه يستلزم عدم الجزع وعدم الخروج الى المهويّات (وَأَقامُوا الصَّلاةَ) بإقامة الصّلوة القالبيّة وحفظ حدودها ومواقيتها وادامة الذّكر الّذى هو صلوة الصّدر واتّصاله بالفكر الّذى هو صلوة القلب وهو تمثّل ملكوت الشّيخ (وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ) من الأموال والاعراض الدّنيويّة والقوى والاعراض والجاه والحشمة ومن نسبة الأفعال والصّفات والانانيّات الى أنفسهم (سِرًّا وَعَلانِيَةً) السّرّ والعلانية في كلّ مقام بحسبه ، فانّ الإنسان من اوّل استقرار نطفته في الإنفاق والخلع واللّبس والاستعواض من الله تكوينا وبعد البلوغ بل وقت التّمرين يكلّف بالإنفاق من الأموال بل من الفعليّات السّفليّة وان كان لا يشاهد الأعواض ولا المنفق من القوى والفعليّات سوى الأموال الدّنيويّة ، وأصل الإنفاق سرّا ان ينفق من فعليّاته وانانيّته من غير شعور منه بالإنفاق والمنفق فضلا عن اطّلاع الغير عليه (وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) الحسنة هي الولاية وكلّ فعل أو حال أو خلق كان متّصلا بالولاية كان حسنة ، والسّيّئة في الحقيقة هي عدوّ علىّ (ع) وكلّ فعل وخلق وحال متّصل بجهته وطريقه سيّئة ، ويجرى الحسنة والسّيّئة في كلّ فعل يكون مشاكلا لهما كافعال من كان غافلا عن ولاية ولىّ الأمر (أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ) عقبى الدّار غلّبت على العاقبة الحسنى كأنّ من كان له العاقبة السّوءى لا عاقبة له (جَنَّاتُ عَدْنٍ) اقامة (يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ) بتبعيّتهم فالمراد بالصّلاح هاهنا عدم الفساد والاستعداد للصّلاح الحقيقىّ والّا فلم يكن لهم حاجة الى ان يدخلوها بتبعيّة غيرهم (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ) من أبواب قصورهم في الجنان قائلين (سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) غرف المؤمنين وقصورهم وكيفيّة زيارة الملائكة لهم مذكورة في الاخبار بتفاصيلها (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ) اى عهد النّبوّة من بعد ميثاقه وتأكّده بعهد الولاية فانّه مرتدّ فطريّ لا يقبل له توبة لا ظاهرا ولا باطنا ، وامّا النّاقض لعهد النّبوّة والبيعة العامّة فانّه يقبل توبته ظاهرا وباطنا وهو مرتدّ ملّىّ لا فطريّ وقد مضى تحقيق واف للارتدادين في سورة آل عمران عند قوله : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً)(وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) ويحصل أصل القطع بنقض العهد كما سبق (وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) ارض العالم الكبير والعالم الصّغير وقد مضى في سورة البقرة تحقيق تامّ لقطع ما امر الله به ان يوصل وللافساد في الأرض عند قوله (وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ) النّباتىّ والحيوانىّ والانسانىّ (لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ) في جنب الآخرة أو بين الحيوة الآخرة (إِلَّا مَتاعٌ) الّا شيء قليل يتمتّع به يسيرا (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ) كأنّهم لم يروا منه شيئا من الآيات لعماهم وحملهم ما رأوا على السّحر والعادات (قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ) بجعله أعمى عن النّظر في العواقب وفي دعوة الدّاعى وفي آياته ، وليست الهداية والضّلالة بالآية وعدمها (وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ) ورجع عن جهنّام الطّبع وفرّ من سجن النّفس (الَّذِينَ آمَنُوا) بدل