سورة الإسراء
مكّيّة كلّها ، وقيل : سوى خمس آيات ؛ آية (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ) ، وآية (وَلا تَقْرَبُوا) ،
وآية (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ) ، وآية (أَقِمِ الصَّلاةَ) ، وآية (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ).
وقيل : مكّيّة الّا ثمان آيات ، (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) (الى قوله) (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي)
الجزء الخامس عشر
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً) بعض ليل (مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) الّذى في بيت المقدّس أو الى المسجد الأقصى الّذى هو في السّماء الرّابعة المسمّى بالبيت المعمور الّذى المسجد الأقصى مظهره وهو ملكوته كما انّ المسجد الحرام مظهره وهو ملكوته ، والسّرى والإسراء بمعنى وهو السّير باللّيل فذكر اللّيل بعده مبنىّ على التّجريد ، أو التّأكيد ، وتعديته بالباء فقط وليس من قبيل الجمع بين التّعدية بالباء والهمزة (الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ) فانّ حول بيت المقدّس الشّام ومصر وكلاهما ممتازان عن سائر البلاد بكثرة النّعم من كلّ جنس ، والبيت المعمور الّذى هو في السّماء الرّابعة معلوم كثرة بركات ما حوله.
تحقيق المعراج الجسمانىّ
اعلم ، انّ الآية اشارة الى معراج الرّسول (ص) وقد اختلف الاخبار في كيفيّته وسيره (ص) وما رآه مع اتّفاقها على وقوعه وانّه من معجزاته (ص) وقد اختلف في انّه ببدنه الطّبيعىّ أم ببدنه المثالي أم بروحه ، وأنكرت الفلاسفة كونه بالبدن الجسمانىّ الطّبيعىّ لامتناع دخول الجسم الملكىّ في الأجسام الملكوتيّة وللزوم الخرق والالتيام في السّماوات وهو محال ، وقالت المتشرّعة اقتفاء لظاهر الاخبار انّه كان ببدنه الطّبيعىّ من غير تبيين لوجه صحّته مع قوّة برهان الفلاسفة على امتناعه وسنحقّقه ان شاء الله تعالى ، وأورد انّه كما روى كان في اقصر زمان حيث كان حرارة مضجعه باقية ولم يسكن حركة حلقة الباب ولم يتمّ انصباب ماء الإبريق الّذى سقط حين عروجه بعد رجوعه وكان ما قصّ علينا ممّا رآه في معراجه ووقع منه من الصّلوات والمخاطبات لا يمكن وقوعه الّا في زمان طويل فلا يمكن التّوفيق وأشكل أيضا بانّه (ص) حين بلغ الى مقام القرب خاطبه علىّ (ع) ومدّ علىّ (ع) يده من وراء الحجاب وشاركه في الغذاء وسدّ الطّريق علىّ (ع) حين سيره (ص) وكلّ ذلك يدلّ على كون علىّ (ع) أكمل منه (ص) مع انّه كان تابعا له (ص) والتّابع لا يكون أكمل من المتبوع.