كذا أو (١) الموجود الذي لا (٢) سبب له ، ثم يلزم الجميع في الذهن الوجود العام ، كما أنّا لو لم نعرف الكميّة والكيفيّة وغيرهما من الأعراض بأسمائها ورسومها لكنّا نقول في الكم : هو عرض ما أو موجود ما في موضوع. ونسبة الوجود إلى أقسامه كنسبة الشيء إلى ما تحته ، لكنّ أقسام الشيء معلومة الأسماء والخواص ، ولا كذا أقسام الوجود ، وهذا كما أنّ أنواع الأعداد معان مجهولة الأسامي فيعبّر عنها ببعض لوازمها ، فيقال : عشرة ، أي العدد الذي من خواصّه ولوازمه الانقسام إلى عشرة آحاد.
البحث الخامس : في أنّ الوجود زائد على الماهيّة (٣)
اختلف الناس في ذلك ، فذهب «أبو الحسن الأشعري» (٤) و «أبو الحسين البصري» (٥) إلى أنّ وجود كل شيء نفس ماهيته.
__________________
(١) ق : «و» بدل «أو».
(٢) م : «لا» ساقطة.
(٣) لاحظ الكتب التالية في هذا البحث : المباحث المشرقية ١ : ١١٢ ؛ أصول الدين للرازي : ٣٠ ؛ مناهج اليقين : ١٠ ؛ كشف المراد : ٢٤ ؛ المواقف : ٤٨.
(٤) هو علي بن إسماعيل بن أبي بشر ـ واسمه إسحاق ـ بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى ، أبو الحسن الأشعري المتكلّم صاحب الكتب والتصانيف في الرد على الملحدة وغيرهم. وهو بصري سكن بغداد إلى أن توفّي بها. ولد أبو الحسن الأشعري في سنة ستين ومائتين ، ومات سنة نيف وثلاثين وثلاثمائة ، وذكر لي أبو القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي أنّ الأشعري مات ببغداد بعد سنة عشرين ، وقبل سنة ثلاثين وثلاثمائة ، ودفن في مشرعة الروايا في تربة إلى جانبها مسجد. تاريخ بغداد ١١ : ٣٤٦.
(٥) هو محمد بن علي بن الطيب ، أبو الحسين المتكلّم ، صاحب التصانيف على مذاهب المعتزلة ، بصري سكن بغداد ودرس بها الكلام إلى حين وفاته ، ومات ببغداد في يوم الثلاثاء الخامس من شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وأربعمائة ، ودفن في مقبرة الشونيزي. تاريخ بغداد ٣ : ١٠ ، ووفيات الأعيان ٤ : ٢٧١.