البحث الرابع
في الخلق (١)
وهو «ملكة نفسانية تقتدر النفس معها على صدور الأفعال عنها بسهولة من غير تقدم روية» (٢).
وهي مغايرة للقدرة لتساوي نسبة القدرة إلى الضدين ، والخلق ليس كذلك. ولأنّه كيفية نفسانية بخلاف القدرة فإنّها وإن تعلقت بذوات الأنفس ، لكنّها ليست من الكيفيات النفسانية.
وليس عبارة عن نفس الفعل ؛ لأنّه قد يكون تكلفيا ويكون صادرا لا بسهولة بخلاف الخلق فانّه بمنزلة الكاتب الماهر في الكتابة فإنّ له أن يكتب متى شاء من غير أن يتروّى في حرف حرف ، وكذا العالم إذا حصل له ملكة العلم لا نعني أنّه تحضر المعلومات عنده بالفعل ، بل يكون مقتدرا على احضار معلوماته من غير رويّة.
__________________
(١) انظر البحث في الكتب التالية : الفصل السابع من المقالة التاسعة من إلهيات الشفاء : ٥٤٩ ؛ إلهيات النجاة : ٢٩٦ ؛ التحصيل : ٤٧٣ ؛ المباحث المشرقية ١ : ٥٠٩ ؛ شرح المواقف ٦ : ١٢٩ ؛ شرح المقاصد ٢ : ٣٦٣ ؛ الأسفار ٤ : ١١٤.
(٢) قال الجرجاني : «الخلق : هيئة للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية» التعريفات : ١٣٦.