للطرفين للحاوي والمحوي ، فإن أخذت النسب متكررة في كلّ شيء صارت له إضافة. ومعنى المتكرر أن يكون النظر لا في النسبة فقط ، بل بزيادة اعتبار النظر إلى أن للشيء (١) نسبة من حيث له نسبة ، وإلى المنسوب إليه كذلك ؛ فانّ السقف له نسبة إلى الحائط ، فإذا نظرت إلى السقف من حيث النسبة التي له فكان مستقرا على الحائط ، ونظرت من حيث هو مستقر على الحائط صار مضافا لا إلى الحائط من حيث هو حائط ، بل من حيث هو مستقر عليه ؛ فعلاقة السقف بالحائط ، من حيث الحائط حائط ، نسبة ، ومن حيث يأخذ الحائط منسوبا إليه بالاستقرار عليه والسقف بنفسه منسوب ، فهو إضافة.
وهذا معنى ما يقولون : إنّ النسبة تكون لطرف واحد ، والإضافة تكون للطرفين ؛ فإنّك إذا أخذت السقف مستقرا على الحائط وجدت النسبة من جهة السقف المستقر ، وأمّا من جهة الحائط فلا نسبة فيه إلى شيء من حيث هو حائط. فأمّا (٢) إن أخذت النسبة من حيث إنّ السقف مستقرّ على مستقر عليه ، والحائط مستقر عليه المستقر ، انعكست النسبة وصلحت لأن تكون إضافة. وكلّ (٣) نسبة لا تؤخذ (٤) في الطرفين جميعا من حيث هي نسبة ، فهي نسبة غير إضافية ؛ فكلّ نسبة يؤخذ الطرفان فيها من حيث النسبة فهي إضافة. والأمور التي تؤخذ منسوبة بلا زيادة فهي منسوبة فقط ، وإن أخذت منسوبة على هذا الشرط فهي مضافة» (٥).
__________________
(١) كذا في المصدر ، وفي النسخ : «الشيء».
(٢) في المصدر : «وأمّا».
(٣) في المصدر : «فكل».
(٤) في المصدر : «توجد».
(٥) الفصل الثالث من المقالة الرابعة من قاطيغورياس الشفاء ١ : ١٤٥ ـ ١٤٦. بتصرف العلّامة.