البحث الخامس
في أنّ الإضافة وجودية في الأعيان أم لا (١)؟
سألت شيخنا أفضل المحقّقين نصير الملّة والدين «قدّس الله روحه» عن هذه المسألة فأجاب : بأنّ من الإضافات ما هو وجودي ، كالفوقية والتحتية ، ومنها ما هو اعتباري. ثمّ ذلك الوجودي ليس موجودا على معنى أنّ له ثبوتا في الأعيان كثبوت السواد للجسم ، بل على معنى أنّ الماهية الموصوفة بالفوقية مثلا لها كونها أنّها فوق ، وذلك أمر ثابت في الأعيان.
وهذا الجواب فيه نظر ، فإنّ المعقول لنا أنّ السماء فوق الأرض ، فهنا أمران : السماء والفوقية ، وثالث هو كون السماء موصوفة بالفوقية ، ثمّ الوصف قد يكون بالفعل وقد يكون بالقوة على معنى أنّ للسماء استعداد الموصوفية بالفوقية ، فإذا سلم أنّ الفوقية ليست ثابتة في الأعيان ومعلوم أنّ الاتصاف بها أو استعداد الاتصاف بها لو كانا ثابتين ، لزم التسلسل.
واعلم أنّ الناس قد اختلفوا في أنّ الإضافة هل لها وجود في الأعيان؟
__________________
(١) راجع الفصل العاشر من ثالثة إلهيات الشفاء : ٣٧١ ؛ تعليقة صدر المتألهين : ١٥٠ ؛ المباحث المشرقية ١ : ٥٦٠ ؛ نقد المحصل : ١٣١ ؛ كشف المراد : ٢٥٨.