والمتياسر (١) ، فإنّه ليس في المتيامن صفة حقيقية لأجلها صار متيامنا ولا في المتياسر أيضا. أو يكون في كلّ واحد منهما صفة حقيقية لأجلها صار مضافا إلى الآخر ، كالعاشق والمعشوق ، فإنّ في العاشق هيئة إدراكية هي مبدأ الإضافة ، وفي المعشوق هيئة مدركة لأجلها صار معشوقا لعاشقه. أو تكون هذه الصفة الحقيقية موجودة لأحد المضافين دون الآخر ، كالعالم والمعلوم ، فإنّ العالم حصل في ذاته كيفية هي العلم صار لها مضافا إلى الآخر، والمعلوم لم يحصل في ذاته شيء آخر صار به مضافا إلى الآخر.
الثالث : قال الشيخ : «تكاد تكون المضافات منحصرة في أقسام المعادلة التي (٢) بالزيادة ، والتي بالفعل والانفعال ومصدرها من القوة ، والتي بالمحاذاة (٣). فأمّا التي بالزيادة ، فإمّا من الكم وهو ظاهر ، وإمّا من القوة ، كالغالب والقاهر والمانع. وأمّا التي بالفعل والانفعال ، فكالأب والابن والقاطع والمنقطع. والتي بالمحاذاة (٤) ، كالعالم (٥) والمعلوم والحس والمحسوس (٦). على أنّ ذلك لا يضبط تقديره» (٧).
الرابع : الإضافة يمكن أن تعرض لجميع المقولات حتى لنفسها. أمّا للجوهر ، فكالأب والابن. وأمّا في الكم المتصل ، فكالعظم والصغر. والمنفصل ،
__________________
(١) والمتقدم والمتأخر.
(٢) في المصدر : «والتي».
(٣) و (٤) في المصدر : «بالمحاكاة».
(٥) في المصدر : «كالعلم».
(٦) في المصدر بعد هذه العبارة : «فإنّ بينهما محاكاة ، فانّ العلم يحاكي هيئة المعلوم والحس يحاكي هيئة المحسوس».
(٧) فسرت هذه العبارة في هامش الشفاء هكذا : «يعني انّ هذا الانحصار لا جزم فيه ، بل إنّما هو على سبيل التقريب مع أنّه لا يضبط تقديره وتحديده.» نفس المصدر. ويشعر بهذا التفسير قول الشيخ في الصدر : «تكاد تكون ...».