خاتمة
تشتمل على بحثين :
البحث الأوّل
في حصر المقولات (١)
__________________
(١) قد وقع النزاع بين المنطقيين وأيضا بين الفلاسفة في حصر المقولات ، فمنهم من قال : «إنّها عشر ؛ ومنهم من قال انّها أربع ـ بارجاع المقولات النسبية إلى مقولة واحدة ـ ومنهم من قال انّها خمس ؛ ومنهم من أنهاها إلى مقولتين هما الجوهر والعرض».
وقد ادعي في هذا المبحث أمران لا يصحّ شيء منهما ، وإليك تفصيلهما :
الأمر الأوّل : قيل : «لم ينص أرسطو صراحة على عدد مقولاته ، بل عرض لها في مناسبات مختلفة ذاكرا بعضها ومهملا بعضها الآخر ، ولم يصل بها إلى عشر إلّا في كتابي «المقولات» و «الجدل». ولكن تلاميذه وأتباعه اعتبروا هذا الرقم مقدسا وذادوا عنه بكل قواهم» ، مقدمة دكتور إبراهيم المذكور على مقولات منطق الشفاء.
أقول : إنّ أرسطو لم ينص على عدد المقولات في كتابه «المقولات» ، ولكنّه صرّح به في كتابه «الجدل» حيث قال : «وبعد هذه الأشياء ينبغي أن نحد أجناس المقولات ... فنقول : إنّ عدّتها عشرة : ما هو الشيء ؛ والكم ؛ والكيف ؛ والمضاف ؛ وأين ؛ ومتى ؛ والنصبة ؛ وله ؛ ويفعل ؛ وينفعل. وذلك أنّ العرض والجنس والخاصة والحدّ أبدا في واحد من هذه العشر مقولات يوجد ... فهذه هي الأشياء التي فيها ومنها الأقاويل ، وهذه عدّتها» ، منطق أرسطو ٢ : ٥٠٢. ـ