البحث الأوّل
في ثبوته (١)
اعلم أنّ الأجسام منها بسيطة غير مؤلفة من أجسام غيرها البتة كالماء والأرض ، وإمّا مركبة من أجسام أخر ، إمّا مختلفة كالحيوان ، أو غير مختلفة كالسرير. والمؤلفة ، لها أجزاء بالفعل هي مفردات أو تنتهي إليها. والمفرد لا شكّ في أنّه قابل للقسمة ، فلا يخلو إمّا أن تكون الانقسامات الممكنة حاصلة فيه بالفعل أو لا ، وعلى التقديرين فتلك الأجسام إمّا متناهية أو غير متناهية ، فهنا احتمالات أربعة (٢) :
__________________
ـ الفرد أو نفيه ، ومنهم : الغزالي وسيف الدين الآمدي وفخر الدين الرازي ، راجع التصور الذري في الفكر الفلسفي الإسلامي : ١٦.
والمتكلّمون منهم من يرى انّ العالم مؤلف من جواهر فردة ، بعضها ذرات روحية وبعضها ذرات مادية ، بخلاف ما يراه الفلاسفة من أنّ العالم مؤلف من هيولى وصورة ، راجع مقالات الإسلاميين : ٥٩ ؛ مذاهب الإسلاميين ١ : ١٨٢ ـ ١٨٤.
(١) أنظر البحث في شرح الرازي على الإشارات ، بداية النمط الأوّل ؛ طبيعيات النجاة : ١٠٢ ؛ الفصل الثالث من المقالة الثالثة من الفن الأوّل من طبيعيات الشفاء : ٨٥ ؛ أنوار الملكوت : ١٩.
(٢) قال الرازي : «لا مزيد عليها». أنظر المناقشة في عدد الاحتمالات في شرح قطب الدين الرازي على شرح الاشارات ٢ : ٨ ؛ شرح المواقف ٧ : ٦.